قل هو الله أحد... وثُلثُ القرآن
إخواني الكرام :
لا تزال عجائب القرآن تظهر في عصرنا وفي العصور المقبلة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ... ولا تنقضي عجائبه . وهذه العجائب التي بدأت تظهر في القرن الذي نعيش فيه, من العجائب الحسابية العصرية (إذا صح التعبير ) . وهذا مثل ما اكتـشـف الدكتور رشاد خليفة في الأوليات المتحدة, إعجاز الرقم 19 ودوره في العديد من السور والآيات وحروف القرآن, ومثل ما تـنبه إليه الأخ أبو فهد وتم نشره في المنتدى تحت عنوان: إعجاز عددي مذهل في القرآن الكريم ( جزاه الله خيرا ) . وربما هناك أُناس كثير لهم نفس الفكرة والانطباعات ولا ترغب في نشرها للمجتمع لأسباب خاصة بهم والله أعلم .
أما ما نريد أن نكشـفـه للأخوة الكرام هو إعجاز رقم ثلاثة. وهذا الأخير قد وجدنا له دور هام وعلاقة مذهلة في القرآن والحياة التي تحيط بنا وأثبتنا أجوده في أيضا في تركيب أجسادنا. وهذا ليس عن طريق الصدفة, إنما هي ثمار دراسة وبحث وعمل جاد وسهرات طويلة وكلفة كبيرة . والفكرة كانت من خلال حديث نبوي شريف. وهذا ثبت لي وللجميع بأن الرسول الكريم صلى الله علي وسلم : لا ينطق عن الهوى .
قـال الرسول عليه الصلاة والسلام في الأحاديث الآتية :
4627 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْد ِالرَّحْمَنِ بْنِ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبْد ِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. *
( رواه البـخاري ) .
4628 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ وَالضَّحَّاكُ الْمَشْرِقِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ *
( رواه البـخاري ) .
وفي رواية لمسلم عن أبي الدرداء رَضِي اللَّه عَنْهم أن رسول الله <img src='style_images/1/p1.gif'> قال: أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن ؟ قالوا نعم يا رسول الله نحن اضعف من ذلك وأعجز، قال: فإن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد ثلث القرآن . ( أحمد ، مسلم والنسائي ).
ونـتـساءل كيف تعادل ثلث القرآن وهي سورة تحوي أربعة آيات من القرآن الكريم فقط ؟
والجـــواب : إن الله جزئ القرآن إلى ثلاثة أجزاء وهي: قـصـص ، أحـكـام وصـفاتـه عز وجل ، وسورة الإخلاص تضمنت واشتملت على صفات الله سبحانه وتعالى. ولهـذا جُعلت تعادل ثلث القرآن .
وبعد تأملات ودراسات في الأحاديث السالفـة الذكر، وجدنا مفهـوم آخر عن طريقة الأرقام الحسابية التي كشفت لنا إعجـاز الـرقم ثلاثـة الذي لاحظنا بأن له دور ومشـاركـة فعالة في الحياة التي تحـيط بنـا وفي أنفسـنـا. ومن قبل أن اشرح ذلك أريد أن أوضح مفهوم الفكرة باختصار .
قال عليه الصلاة والسلام : إنها لـتعدل ثـلث الـقرآن ، ولا يمكن لنا أن نتحصل على ثلث أي شئ إلا بتقسيم ذلك الشيء على الرقم ثـلاثـة. و من ثم ، يصبح هذا الرقم مفروضا علينا في عمليات التقسيم لاستخراج الثلث . فإذا كان عدد سـور القرآن يقبل القسمة على الرقم ثلاثـة فهنا يثـبت الإعجاز : عدد سور القرآن 114 تقسيم ثلاثة يساوي 38 سورة .