[بسم الله الرحمن الرحيم]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال الله عز وجل (( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ))
أحبابي اعلموا أن المستقبل لهذا الدين طال الزمان أم قصر شاء من شاء وأبى من أبى ففي الآية السابقة قسم من الله سبحانه وتعالى بأن النصر والغلبة للمرسلين ولأتباعهم من الجند المخلصين . واعلموا أن جند الله لا يغلبون إلا لإخلالهم بأمر من أمور الله أو لضعف التوكل على الله عز وجل . وهنا تحضرني قصة الحصار الإسلامي لأحد قلاع وحصون الكفرة فتأخر النصر عليهم مع وجود مقومات النصر المادية فبحث القائد المسدد عن سبب تأخير النصر ففتش بين جنده فلم يجد تقصيرا تجاه أمر الله إلا مسألة بسيطة جدا عند الجميع ولكن أثرها عظيم جدا وجد أن الجيش لا يستاك أي لم يستخدموا سنة السواك وهي سنة فأمر القائد المسدد الجيش بالانطلاق إلى السهول والبحث عما يستاكون به من الشجر وكان الكفرة يرصدون تحركات الجيش الإسلامي فلما رأوهم جميعا ينطلقون إلى الأشجار يقطعونها ويضعونها في أفواههم صاحوا بمن وراءهم ويلكم لقد بلغ منهم الجوع والسخط مبلغه فلا مناص من التسليم قبل اشتداد اتلأمر وحدوث مالا تحمد عقباه فاستسلم أهل الحصن للقائد المسلم دون قتال وما ذاك إلا ببركة التزامهم بسنة قد هجروها فتأخر النصر ..
الله أكبر تلك هي الجيوش ورب الكعبة .
أحبتي ينبغي أن تعلموا :
1- أن كل من نطق بالشهادتين يجب أن يكون من جند الله وأنصاره (( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ........)) .وما سمي الأنصار أنصارا إلا بنصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ودفاعهم عن دعوته .
2- أن الباطل إنما يطغى بكثرة جنده وأنصاره (( وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون )) بركنه أي بجنده أي تقوى بهم حتى يقول كلمة الكفر .
3- أن لا قيمة للباطل وجنوده أبدا أمام قدرة الله سبحانه وتعالى . (( فأخذناه وجنوده فنبذناهم باليم وهو مليم )) .
وسأكمل لاحقا الفرق بين جند الحق وجند الباطل ، ووما هي سمات الجندية الصادقة .
أسأل الله لي ولكم القبول والتوفيق وأن يجعلنا بحق جنودا لدينه ...... آمين
بتصرف من سلسلة المنهاج