II من روائع الشاعر محمود غنيم II
ورحَّب الناس بالإسـلام حيـن رأوا أن الإخـاء وأن الـعـدل مـغـزاه
يا من رأى عمـرَ تكسـوه بردتـه والزيـتُ أدمٌ لـه والكـوخُ مـأواه
يهتز كسرى علـى كرسيـه فرقًـا من بأسه وملـوكُ الـروم تخشـاه
هـي الشريعـة عيـن الله تكلؤهـا فكلما حاولـوا تشويههـا شاهـوا
سـل المعالـي عنـا إننـا عـربٌ شعارنـا المجـد يهوانـا ونهـواه
هي العروبة لفـظٌ إن نطقـت بـه فالشرق والضـاد والإسـلام معنـاه
استرشد الغربُ بالماضـي فأرشـده ونحن كـان لنـا مـاضٍ نسينـاه
إنّا مشينا وراء الغرب نقتبس مـن ضيـائـه فأصابتـنـا شظـايـاه
بالله سل خلف بحرالروم عن عـرب بالأمس كانوا هنا ما بالهـم تاهـوا
فإن تراءت لك الحمراء عـن كثـبٍ فسائل الصرح أين المجـد والجـاه
وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها عمّـن بنـاه لعـل الصخـر ينعـاه
وطف ببغداد وابحث فـي مقابرهـا علّ امرأً من بنـي العبـاس تلقـاه
أين الرشيد وقد طـاف الغمـام بـه فحيـن جــاوزَ بـغـداد تـحـداه
هذي معالـم خـرس كـل واحـدة منهن قامـت خطيبًـا فاغـرًا فـاه
الله يشهـد مـا قلَّبـت سيرتـهـم يومًا وأخطأ دمـع العيـن مجـراه
ماضٍ نعيشُ علـى أنقاضـه أممًـا ونستمد القوى مـن وحـيِ ذكـراه
إنِّـي لأعتبـرُ الإسـلام جامـعـة للشرق لا محـض ديـنٌ سنَّـهُ الله
أرواحنـا تتلاقـى فـيـه خافـقـة كالنحـل إذ يتلاقـى فـي خـلايـاه
دستوره الوحي والمختـار عاهلـه والمسلمـون وإن شتّـوا رعـايـاه
لاهُمَّ قد أصبحـت أهواؤنـا شيعًـا فامنن علينـا بـراعٍ أنـت ترضـاه
راعٍ يعيـد إلـى الإسـلام سيرتُـه يرعـى بنيـه وعيـن الله ترعـاه