[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده:
إذا أردت أن تتعلم الإنجليزية بطلاقة أو الحاسب ببراعة فما عليك إلا أن تذهب إلى إحدى المعاهد المتخصصة لتحصل على دبلوم لمدة سنتين.
ولكن هل تصدق أن شابا استطاع أن يجيد لغة أجنبية في خلال 15 يوماً!!
ستقول لي كيف ذلك وما جنسه وما هي عبقريته وما هي طريقته حتى نتعلمها؟!
وأنا أسألكم:
لماذا يرسب الطالب في الامتحان؟
ولماذا لا يتفوق الناجح ويصبح من المخترعين والمبتكرين؟
ولماذا لا يحقق فريق كرة القدم العربي مستوى قياسيا دوليا وعالميا؟
ولماذا تنشأ المشاكل الزوجية وتنتهي بضياع الأسرة والأولاد؟
ولماذا يخاصم الصديق صديقه؟ والابن أباه؟
ولماذا ولماذا ولماذا؟...
سألت نفسي عن لماذا فوجدت إجابتها في هذه القصة القصيرة:
سأل شاب يوما حكيما صينيا قائلا له: ما هو سر النجاح؟
فقال له الحكيم الصيني: عندما يكون عندك دافع.
فقال الشاب: وكيف ذلك؟
فقال الحكيم: عندما تشتعل رغباتك.
فقال الشاب: وكيف أشعل رغباتي؟!
عندها ذهب الحكيم الصيني وأحضر وعاء كبيرا به ماء ثم قال للشاب انظر في هذا الإناء فنظر فوضع الحكيم رأس الشاب في الماء ودفعه بقوة إلى أسفل فيا ترى ماذا فعل الشاب؟
في بداية الأمر لم يقاوم.. بعدها بقليل بدء يرفع رأسه ببطء.. وفي نهاية الأمر بعد ثوان معدودة - هي فترة ما يتحمله الإنسان ليبقى بدون تنفس تحت الماء – دفع الشاب يد الحكيم الصيني بقوة وأخرج نفسه من الموت المحقق!
ثم التفت إلى الحكيم قائلا له لماذا فعلت ذلك؟ فقال له: أما تعلمت شيئا؟ فقال لا!
فقال بل تعلمت.. ثم بدأ يشرح له الدرس.
إن الناس عندما يرغبون في شيء فإنه ليس بالضروري أن يحققوه؛ ذلك أن الرغبة ما زالت مجرد أمنية في النفس فإذا بدأ الإنسان بالتفكير في هذه الرغبة لتحويلها إلى عمل بدأت الرغبة تشتعل رويدا رويدا؛ مثل عود الثقاب ولذلك، فإن الشاب قد دفع بنفسه إلى الخارج بقوة أطاحت بيد الحكيم لأنه أراد الحياة ولن يستطيع أحد ما أن يوقف هذه الرغبة المشتعلة.
إن الإصرار على الوصول إلى النجاح يعطي صاحبه من العزيمة والإصرار ما لا يتوفر لغيره من الكسالى النائمين، فيشعر بروح جديدة تسري في نفسه تدفعه دفعا إلى الإمام.
وباختصار شديد هذه الرغبات المشتعلة قلما تتواجد عندنا - للأسف الشديد - فنحن جميعا نحلم بمستقبل واعد وسيارة فارهة ورصيد في البنك وأكثر من ذلك وأكثر لكننا عندما نصحو من نومنا فإننا نرى أنفسنا في مكاننا الذي عشنا فيه قبل 20 عاما لم نتحرك قيد أنملة!!!
ولتأكيد هذا المعنى فإن المسلمين في شهر رمضان المبارك يختمون كتاب ربهم أكثر من مرة بل ربما مرتين أو ثلاث أو أكثر في حين أنهم لا يقرؤون القرآن في غيره إلا يوم الجمعة ولا أعمم على الجميع، والسبب في ذلك أن الرغبة المشتعلة في كسب الحسنات لا حد لها في هذا الشهر.
إن الأماني العظيمة هي أماني الآخرة والعمل لجنة عرضها السماوات والأرض ونيل رضا الرحمن تبارك وتعالى.
وفي ديننا الحنيف قصص وأمثلة غاية في الروعة والإبداع حري بنا أن نبحث عنها، ولا أنهي مقالي هذا قبل أن أذكر لكم مثالا واحدا على هذه الرغبات المشتعلة.
زيد بن ثابت ذلك الصحابي الجليل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعلم اللغة السريانية يقول زيد: "أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ أَتَعَلّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ وَقالَ إِنّي وَالله مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي، قالَ فَمَا مَرّ بي نِصْفُ شَهْرٍ حَتّى تَعَلّمْتُهُ لَهُ".
ولن أعلق على الحديث إلا أنني أناديكم أن أشعلوا رغباتكم بنور الإيمان وانطلقوا واعملوا ولا تركنوا إلى الأوهام والأحلام
[/align]