[align=center]
هَاجَت نُفُوسٌ وَارتَعَدَت أَنفُس... حَصَلَ مَا حَصَل وَلَيتَ الموتَ زَارنَا قَبلَ أن نَصِلَ إلى الّذِي حَصَل..
أَهُوَ الضّعفُ الّذي خَيَّمَ بِلاَ استِئذَان .. أم هُوَ الخَوَر خَالَطَهُ الوهن .. استَأسَدَ القِطُّ عَلَينَا وَاستَنفَرتِ القُروُد
رَأيَنا الكِلابَ تَطاوَلَت القِمَمَ الشَّمّاءَ.. وانثَنَت أَعنَاقُهَا لِتَبلُغَ السّمَاءَ ,وَهَيهَاتَ هَيهَات أنىّ لِلدَّجَاجِ مَبلَغَ الصُّقُورِ
هَكَذَا سُنّةُ اللهِ.. يُؤذَى أَهلُ الإيمَانِ عَلى مَرِّ العُصُورِ والأَزمَانِ, فَلَم يَسلَم مِنَ الأَذَى خَيرُ الوَرَى
لاَ يَسلمُ الشّرفُ الرَّفيعُ مِنَ الأَذَى *** حَتىَّ يُرَاقَ عَلى جَوَانِبهِ الدَّمُ
فَمَا مَوقِفُنَا أَخِي مِن هَذِهِ الأَزَمَاتِ ,سُكُوتٌ وَرُؤوسٌ كَالنَّعامِ وَالأَنَعامِ مُطَأطَأةٌ .. أَم غَضَبٌ يُرهِبُ الأَعدَاءَ."تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ"... فَاختَارُوا ِلأَنفُسِكُم..
فَإِمَّا حَيَاةٌ تَسُرُّ الصَّدِيقَ***وَإِمَّا مَمَاتٌ يَغِيظُ العِدَا
وَلَو تَأَمّلنَا رَدَّةَ فِعلِ الصَّحَابةِ وَمَوَاقِفِهم ممِن كَانُوا يُحاوِلُونَ مجُرَّد التَّفكِيرِ في أَذِيَّةِ المُصطَفَى صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلّمَ وَأَعرَاضِهِ لَرَأَينَا الغَضَبَ يَتلُوهُ إِشهَارٌ لِلسَّيفِ وَالحَالُ عِرضِي دُونَ عِرضِكَ وَنحَرِي دُونَ نحَرِكَ يَارَسُولَ اللهِ.. مَن أَنَا وَمَا حَيَاِتي إِن كُنتُ قَد رَضِيتُ بِالدُّونِ وَتحَلَّيتُ بِالصَّمتِ,, (( لا )) .. لاَأرضَى لِذَاتي َ الخُذلاَن .
حَالُ أَحَدِهِم:
لاَ تَسقِِني مَاءَ الحياةِ بِذلَّةٍ*** بَل فَاسقِني بالعزِّ كأسَ الحَنظَلِ
مَوتي في سبيلِ اللهِ ... إراقةُ دَمِي إرضاءاً للهِ..لاَضَير مَا دَامَ أنّ الجَزاءَ هُوَ الجنّة
يَهُونُ عَلينا أن تصابَ جُسومُنَا *** وَتَسلمَ أعراضُنا ولنا عُقولٌ
أُسدَ الشَّرى وَلُيوثَ الوَغَى اسمعوا لِلحَديثِ الّذي
أخرجهُ مُسلِمٌ في صحيحهِ عَن أبي هُريرةَ رضي اللهُ عنه قال: قالَ رَسولُ اللهِ : ((مرّ رجلٌ بغُصن شجرةٍ على ظهرِ طريقٍ فقال: والله، لأنحِّينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخِل الجنّة)).
أَزالَ مَا يُؤذِي عَامّةَ المسلمينَ عَن طرِيِقِهم فَأُدخِلَ الجنّة.... والّذي يُؤذِينَا اليومَ هُو الوهنُ الّذي أصابَنا فأَقعَدَنا عن نُصرةِ دِينَنا .. فَعلينَا إزالةُ تِلكَ الشّوكةِ التي أَضعَفَتنا...لَو أحبَبنَا مَا عِندَاللهِ وطلَقنا الدُّنيا طَلاقاً بَائناً .. لَعوَّضَنا المُعطي وأعطانا عطاءاً تَطمَئنُّ إليهِ نُفُوسُنا
تشعرُ الأُمّةُ في هذهِ المرحلةِ بهزيمةٍ نفسيةٍ مقيتةٍ
وَتأمّلوا مَعيَ طَريقَ النَصر الذي يرسمُه الله في القرآنِ لعبادهِ المؤمنينَ
يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – خاتما كتابه "الفروسية" :
[ ونختم هذا الكتاب بآية من كتاب الله تعالى ، جمع فيها تدبير الحروف بأحسن تدبير ، وهي قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين )) الأنفال 45
فأمر المجاهدين فيها بخمسة أشياء ما اجتمعت في فئة قط إلا نصرت وإن قلت وكثر عدوها !:
أحدها: الثبات.
الثاني :كثرة ذكره سبحانه وتعالى.
الثالث : طاعته وطاعة رسوله.
الرابع : اتفاق الكلمة ، وعدم التنازع الذي يوجب الفشل والوهن ، وهو جند يقوي به المتنازعون عدوهم عليهم ، فإنهم في اجتماعهم كالحزمة من السهام لا يستطيع أحد كسرها ،فإذا فرقها ، وصار كل منهم وحده ، كسرها كلها.
الخامس : ملاك ذلك كله وقوامه وأساسه ، وهو الصبر.
فهذه خمسة أشياء تُبْتَنى عليها قبة النصر، ومتى زالت أو بعضها ، زال من النصر بحسب ما نقص منها ، وإذا اجتمعت قوَّى بعضها بعضا وصار لها أثر عظيم في النصر ؛ ولما اجتمعت في الصحابة ، لم تقم لهم أمة من الأمم ، وفتحوا الدنيا ، ودانت لهم العباد و البلاد ، ولما تفرقت فيمن بعدهم وضعفت آل الأمر إلى ما آل.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والله المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وهذا آخر ما اشتمل عليه الكتاب والحمد الله رب العالمين ]اهـ.
اللهم رد الأمة الى دينها ردا جميلا
[/align]