شهادة ( الطالبة المحجبة ) ! !
الجمعة 26, فبراير 2010
لجينيات ـ
لا يخفى على كل ذي لب أن انحراف الفتاة وتجنبها النهج الإسلامي القويم أخطر بمراحل من انحراف الشاب ، فإن اغتفر المجتمع للشاب زلته وخطأه - في يوم ما - فلن يغتفر للفتاة زلتها وخطأها وإن من أنسب الأماكن - التي تتلقى فيها الفتاة التوجيهات الإسلامية والإرشادات القرآنية - المحاضن التربوية من مدارس ومعاهد وكليات ودور لتحفيظ القرآن الكريم .
وقد أحببت الإشارة إلى موضوع مهم يتعلق بطالبات المدارس والكليات وهو :
[ الإخلال بجانب الحجاب الشرعي في بعضها ] حيث تساهل بعض المنتسبات إليها بجانب الحجاب الشرعي الساتر ، ولوحظ ذلك جلياً لدى دخولهن وخروجهن ، ولقد جاء في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء " ، لذا فقد أمر الله تعالى أطهر النساء بالحجاب والتستر قال تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً " وقال تعالى لأصحابه إذا أرادوا سؤال نساء الرسول صلى الله علية وسلم : " وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " .
وأُجمل ما أريد طرحه حول علاج هذه الظاهرة فيما يلي :
أولاً : حث الفروع وإدارات التعليم وإدارات المدارس وعمادات الكليات على ترغيب المدرسات والدارسات والطالبات في الحجاب الشرعي وعقد الدورات العلمية حوله وتفعيل دور المواد الشرعية لتكون متناولة للموضوع من جميع جوانبه ، وتدريسه في كل مرحله دراسية مع التوسع في المراحل المتأخرة ، وذكر الشبه والأقوال المخالفة وتفنيدها والرد عليها والإحالة إلى كتب أهل العلم في ذلك .
ثانياً : أن تنشأ الطالبة ومنذ نعومة أظفارها وفي بداية التحاقها بالمدرسة على هذا المنهج القويم ، وأن يشدد على مديرات المدارس بمتابعة الموضوع مع التدرج في فرض الحجاب في المرحلة الابتدائية بحيث تصل الطالبة إلى السنة الرابعة أو الخامسة وقد اكتمل حجابها بالعباءة الشرعية ( الساترة ) وبالغطاء الكامل للوجه والأطراف ، ولا تُعطى الشهادة الابتدائية إلا بعد حصولها على ( شهادة الطالبة المحجبة ) ، كما يحسن إشعار الطالبة بأن الحجاب عبادة شرعية تتقرب بها إلى الله تعالى وليست عادة عرفية تتشبه فيها ببني قومها وأهلها وأقاربها .
ثالثاً : تشكيل لجان خاصة في كل إدارة تعليم أو مكتب تعليم تقوم بمتابعة هذا الأمر ، وذلك بإصدار لائحة عقوبات على الطالبات المخلات به وعدم التساهل إطلاقاً في شأنه والإشراف على تطبيق اللائحة بكل دقة وحزم فالموضوع يتعلق بأغلى المقدرات وأثمن المكتسبات التي لا يمكن أبداً وبأي حال من الأحوال التفريط أو التقصير فيها على حد قول الأول :
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال
رابعاً : متابعة المدارس الأهلية والكليات وعموم المدارس ليس فقط على الطالبات بل على المعلمات والإداريات والعاملات وإصدار أنظمه تشمل الجميع ولا يكون فيها محاباة لأحد ، والمنع التام من أن تتولى إحدى المتساهلات في الحجاب إدارة أي محضن تعليمي أو تربوي وجعل الحجاب الساتر مع الخلق والحياء والكفاءة في العمل شروطاً أساسية لتولي مثل هذا المنصب الحساس التي هي فيه محل قدوة وأسوة لدى الجميع
خامساً : إعداد مسابقات وبحوث ودراسات ميدانية على مستوى تعليم البنات وإدارات التعليم والعمادات والمدارس تعنى بهذا الموضوع المهم من الناحية الأكاديمية والعلمية والمنهجية ورصد جوائز قيّمة لذلك .
سادساً : المنع من بعض الظواهر المخلة بالحجاب والمنتشرة في بعض المدارس والكليات والمعاهد ككشف الوجه أو لبس اللثام أو وضع العباءة على الكتف أو عدم تطبيق نظام الزي الموحد كما هو الحال في بعض الكليات ونحو ذلك .
سابعاً : قيام المنزل بدوره المنوط به وتسيير العملية التربوية على أكمل وجه تماشياً مع المناهج الدراسية الشرعية التي تؤكد هذا المبدأ وتحث عليه ، وألا يحصل التناقض والتذبذب بين ما تتعلمه الفتاة في مدرستها وما يمليه عليها واقعها الأسري والعائلي ، وأن تتضافر الجهود من جميع الأطراف لإذكاء الروح الإسلامية والشعور بالانتساب لهذا الدين العظيم والاعتزاز بذلك أيما اعتزاز ، بارك الله في الجهود ونفع بالأسباب وسدد الخطى . . . والسلام .
أخوكم / عبد الله بن عبد اللطيف الحميدي
الرياض