مفكرة الإسلام: تواترت حالات الاغتصاب التي يرتكبها جنود الاحتلال الأمريكي بحق الحرائر العراقيات بشكل مستمر خاصة السجينات منهن في سجن 'أبو غريب' الصغير ذي الجدران الأربعة، أو الطليقات منهن في سجن 'أبو غريب' الكبير ونقصد به العراق في المرحلة الحالية.
لكن جريمة الاغتصاب التي سنتناولها اليوم فاقت وحشيتها وخستها وبشاعتها كل الحدود.
ونقل مراسل مفكرة الإسلام في منطقة المحمودية جنوب بغداد إحدى مدن أهل السنة في العراق أن قوات الاحتلال الأمريكية دخلت قوة منها مكونة من 10 إلى 15 جنديًا أمريكيًا مقتحمة منزل قاسم حمزة رشيد الجنابي من مواليد عام 1970 ويعمل حارس في مخازن البطاطا الحكومية والذي يسكن مع زوجته وأربعة من أطفاله وهم: عبير مواليد 1991 وهديل مواليد 1999 ومحمد 1998 وأحمد 1996.
وقال مراسل المفكرة: إن الجنود الأمريكيين قاموا باعتقال قاسم وزوجته فخرية طه محسن وابنتهما هديل فيما كان أحمد ومحمد في المدرسة حيث كانت الساعة حينها الثانية ظهرًا.
وأوضح مراسل المفكرة أن جنود الاحتلال قاموا باحتجاز كل من قاسم وزوجته وابنته هديل في غرفة واحدة وأعدموهم رميًا بالرصاص حيث أصيب قاسم بأربع رصاصات في الرأس وفخرية بخمس رصاصات في البطن وأسفل البطن وهديل أصيبت في الرأس والكتف.
وأشار مراسلنا إلى أن الجنود الأمريكيين قاموا بعد ذلك باقتياد عبير إلى الغرفة المجاورة وحاصروها في إحدى زوايا المنزل ونزعوا ثيابها عنها وتناوبوا العشرة على اغتصابها، ثم ضربوها بآلة حادة على رأسها - بحسب ما أفاد تقرير الطب الشرعي حتى أغمي عليها ثم وضعوا وسادة على فمها وأنفها وخنقوها ثم أحرقوها بالنار.
وأخبر جار العائلة الشهيدة مراسل المفكرة: 'في الساعة الثانية بعد الظهر اقتحمت قوة للاحتلال دار الشهيد قاسم ـ رحمه الله ـ وطوقته ثم سمعت صوت إطلاق نار ثم سكت صوت النار، ثم بعد ساعة شاهدت سحب دخان تتصاعد من الغرفة، ثم خرج جنود الاحتلال خارج الدار بسرعة وطوقوا المنطقة مع قوات الحرس الوطني العراقي الرافضي، وأخبرونا أن إرهابيين من القاعدة دخلوا إلى الدار وقتلوهم جميعًا ولم يسمحوا لأحد بالدخول إلى الدار إلا أنني أخبرت أحد جنود الحرس الوطني أنني جارهم وأريد أن أشاهدهم لأبلغ الحاج أبو قاسم بنبأ ابنه وعائلته فوافق أحد الجنود على دخولي.
فدخلت إلى البيت ووجدت في الغرفة الأولى المرحوم قاسم وزوجته وهديل وقد سبحت جثثهم في دمها وخرجت دماؤهم من باب الغرفة من شدة تدفقها من أجسادهم وقلبتهم ولم أجد ردة فعل، حيث كانوا قد فقدوا حياتهم'.
ويضيف الجار: 'ثم دخلت إلى غرفة عبير وكانت النار تخرج منها فإذا بعبير يشتعل رأسها وصدرها نارًا وقد وضعت بطريقة محزنة فقد رفعوا ثوبها الأبيض إلى رقبتها ومزقوا حمالة صدرها وكان الدم يسيل من بين أرجلها على الرغم من وفاتها منذ ربع ساعة وعلى الرغم من شدة نار الغرفة، وكانت قد ماتت رحمها الله وعرفتها منذ الوهلة الأولى وعرفت أنها اغتصبت حيث كانت مكبوبة على وجهها وجزء جسمها الأسفل مرفوع وموثوقة الأيدي والأرجل، ووالله ما تمالكت نفسي وبكيت عليها إلا أنني أسرعت وأطفأت النار في رأسها وصدرها حيث أكلت النار ثدييها وشعر رأسها ولحم وجهها، وسترت عورتها رحمها الله بقطعة قماش، وهنا فكرت أنني إذا خرجت وتكلمت وهددت فإنهم سيعتقلونني، لذا تمالكت نفسي وقررت الخروج بهدوء من الدار كي أكون شاهد عيان يروي تلك الفاجعة.
بعد ثلاث ساعات طوق الاحتلال المنزل وأخبر أهل المنطقة أن العائلة قتلت على يد الإرهابيين لأنها شيعية، ومع عدم تصديق الخبر من قبل أهل المدينة لرواية الاحتلال كون 'أبو عبير' معروفًا بأنه من خيار أهل المدينة، وأشرفها وليس رافضيًا وهو من أهل السنة والتوحيد ساورهم الشك بذلك، ولهذا السبب قام الاحتلال بعد صلاة المغرب بنقل الجثث الأربع إلى القاعدة الأمريكية، ثم قاموا بتسليمها في اليوم التالي إلى مستشفى المحمودية الحكومي وأخبروا إدارة المستشفى أن إرهابيين قتلوا العائلة، فقمت أنا في الصباح مع أهل المرحوم بالتوجه إلى المستشفى واستلمنا الجثث ودفناها رحم الله أصحابها'.
ويتابع الجار: 'بعد ذلك قررنا ألا نسكت فطلبنا من المجاهدين الرد بأسرع وقت ممكن فردوا بثلاثين عملية ضد الاحتلال في يومين حيث سقط أكثر من أربعين جنديًا أمريكيًا لكن دماءنا لم تبرد فقررنا الذهاب إلى قناة العربية لاطلاعها على الخبر كونها قناة متنفذة في العراق، فلم تعيرنا قناة العربية اهتمامًا وكذبتنا، وقالت: إن سياستها تعتمد على البيانات الرسمية الصادرة من الجيش الأمريكي ولا يمكنها أن تخوض في قصة لا طاقة لها بها، وهذا قيل لنا على لسان مراسل العربية 'أحمد الصالح'، فتوجهنا إلى صحف محلية فأقفلوا الأبواب في وجوهنا لأننا سنة والضحية المغتصبة سنية، وأخبرنا المقاومون أن الله لا يضيع دم مسلم وأن علينا أن نصبر وسنرى عقوبة دم عبير وأهلها وانتهاك عرض أختنا ما يقف منه شعر الرؤوس'.
ويقول الجار: 'أنا شخصيًا لم أندهش أن أم عبير جاءتني في يوم 9/3/ وطلبت مني أن تبيت عبير مع بناتي لأنها تخشى من نظرات جنود الاحتلال لها عندما تخرج على الأبقار لإطعامها فوافقت على ذلك حيث كانت توجد نقطة سيطرة للاحتلال تبعد مسافة 15 مترًا عن منزل قاسم رحمه الله تعالى، إلا أنني وبصراحة استبعدت الأمر لأن عبير عمرها بالكاد يبلغ ستة عشر عامًا وهي صغيرة جدًا فوافقت على طلبها وباتت عندي ليلة واحدة وفي الصباح تعود إلى منزلها وما علمنا أن الاحتلال سينفذ جريمته في وضح النهار'.
ويضيف الجار: 'الاحتلال جاء يوم الجمعة الماضي أي قبل يوم واحد من توجه مراسلنا إلى مكان الجريمة وطلب من أهل المنطقة نبش قبر عبير لإجراء فحص على جثتها كما طلبني كشاهد عيان وسأذهب إلى أي مكان لإحقاق الحق'.
وكانت المفكرة أول من كشف عن هذه الجريمة البشعة من قبل قوات الاحتلال
لا حول ولا قوة الا بالله