عميان بصر وبصيرة
إن من أعظم الحكم في إرسال الرسل وإنزال الكتب إقامة الحجة على الناس
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ولو كره المشركون والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:فإن الله تعالى أرسل رسوله وأنزل كتابه وأقام الحجة على الناس جميعا (لًّيَهْلًكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيًّنَة وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيًّنَة) [الأنفال- 42].
والمتدبر لقوله تعالى (رُّسُلاً مُّبَشًّرًينَ وَمُنذًرًينَ لًئَلاَّ يَكُونَ لًلنَّاسً عَلَى اللّهً حُجَّة بَعْدَ الرُّسُلً) [النساء- 165] سيدرك أن من أعظم الحكم في إرسال الرسل وإنزال الكتب إقامة الحجة على الناس حتى إذا حاسبهم الله تعالى ثم عذبهم فإنه جل وعلا لا يظلم مثقال ذرة، وهذا من كمال عدله سبحانه وتعالى فلقد خلق الإنسان وجعل له سمعاً يسمع به، وبصراً يبصر به، وفؤاداً يعقل به.
- فتأمل كيف جمع الله تعالى للإنسان أسباب وعوامل الهداية كلها سمع وبصر وقلب ورسول رحيم وكتاب مبين وأمر عباده بعبادته وطاعته والاستقامة على أمره ومن رغب في ذلك وطلب الهدى أعانه جل وعلا على ذلك، قال تعالى (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بًالْحُسْنَى فَسَنُيَسًّرُهُ لًلْيُسْرَى) [الليل: 5-7]، وقال تعالى (إًنَّهُمْ فًتْيَة آمَنُوا بًرَبًّهًمْ وَزًدْنَاهُمْ هُدًى) [الكهف-13]، وقال تعالى (وَالَّذًينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) [محمد-17]، وفي مقابل هؤلاء أولئك الذين أعرضوا فأعرض الله عنهم، قال تعالى (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) [الصف-5].
-أخي القارئ الكريم هنا أصل معك إلى بيت القصيد لأقف معك وقفة فأقول هل بقي عذر لأولئك الذين ما زالوا مغترين ببعض الرموز (المنحرفة) بكل ما تحمله هذه الكلمة، الذين يترددون على بلادنا بين الحين والآخر في مؤتمرات بل مؤامرات على الدين وأهله لينشروا سمومهم وعقائدهم ومناهجهم من غلاة الصوفية وعباد القبور والأولياء؟!
-كانوا سابقاً يقولون لعل الأمر لم يتضح وربما الناس لا تدري أو غرّهم بأسلوبه وأحسنوا به الظن أما الآن وقد ظهرت الأمور وصور نفسه وسجل صوته فهل يبقى عاقل يشك في انحراف مثل هذا وأمثاله؟!.
-هل من النصيحة لأهل هذا البلد أم من الأمانة التي وُليتم إياها أن تستضيفوا رموز الضلال لتمكنوهم من أسماع المسلمين يبثون فيها ما شاءوا؟!
قال تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لًجَهَنَّمَ كَثًيراً مًّنَ الْجًنًّ وَالإًنسً لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بًهَا وَلَهُمْ أَعْيُن لاَّ يُبْصًرُونَ بًهَا وَلَهُمْ آذَان لاَّ يَسْمَعُونَ بًهَا أُوْلَـئًكَ كَالأَنْعَامً بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئًكَ هُمُ الْغَافًلُونَ) [الأعراف-179]، وهذه الآية وإن كانت في حق الكفار لكن من شابههم له نصيب منها.
أما كلف أحد نفسه ليقف على تلك الأشرطة بالصوت والصورة فيعرف حقيقة تصوفه وهو يرقص مع غلاة الصوفية ويقرر ضلالاته؟
هؤلاء الذين لم يكتفوا بأن الله تعالى يكتب عليهم أعمالهم حتى قاموا بتسجيل صورهم وأصواتهم بأنفسهم شاهدين على ضلالاتهم لتكون تسجيلاتهم أكبر شاهد لمن كان له قلب أن يعرف حقيقتهم فيحذر منهم، والله الذي لا إله إلا هو كنت أظن بعد ظهور أشرطة ذلك الضال والردود التي توالت عليه أنه لن يدخل هذه البلاد مرة أخرى ولن يتجرأ أحد على استقباله واستضافته وإلا به يُدعى وبحفاوة وتنشر صوره بعمامته بكل جرأة فلا حول ولا قوة إلا بالله.
- اللهم طهر بلادنا من هؤلاء الذين يعبثون بدين المسلمين ويتسترون بالدين، والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[سالم بن سعد الطويل ]