فلسطين اليوم - غزة
أمطار .. أمطار ملئت شوارع القطاع وأزقتها الضيقة والحارات وأسطح منازلها البسيطة لتعلن بذلك بدء موسم الشتاء لهذا العام وسط بهجة كبيرة من الأطفال، المواطنين والمزارعين المنتظرين للموسم بفارغ الصبر، إلا أن المطر نغص على المشردين في الخيام جراء الحرب الاخيرة على غزة , مما اضطرهم للملمة جراحهم وملابسهم بعد ان أغرقتها مياه الأمطار السخية للبحث عن مكان آمنة تقيهم مياه الأمطار الجارفة.
بالرغم من بهجة الطفل الصغير الذي ارتسمت على وجهه علامات الفرح وهو يقلب بيديه مياه الأمطار المتاسقطة من السماء الا أنه لا يدرك أن أطفال مثله وإخوان له قد تشردوا صبيحة هذا اليوم جراء تساقط الأمطار الغزيرة.
نعمة لايمقتها أحد ..المزارعون في انتظار الفرج بعد عام قاسي جراء جفاف محاصليهم نتيجة نقص المياه الجوفية, والدعاء المتواصل من قبلهم أن ينعم علينا هذا العام بشتاء خير.
عزبة عبد ربه شمال قطاع غزة يمثل مشهدا جلياً لمعاناة أصحاب البيوت المدمرة، حيث كان لصباح هذا اليوم الماطر مأساة القاطنين في الخيام, وتجد الصورة فيها أبلغ من الكلام حيث قال أصحابها ان حياتهم أضحت لا تطاق، بعد فقدان الأهل والأحبة وهدم المنزل وضياع "تحويشة العمر" في لحظات، ثم استمرار حالة التشرد بعدما أطاحت الأمطار بخيام الإيواء من دون بصيص أمل ينير جزءاً من المستقبل القاتم الذي ينتظرهم.
قال الشاب هاني ابو جاموس :"نفس مشهد العام الماضي يتكرر الأمطار سحبت الخيمة التي تأويني انا وعائلتي والشكوى لغير الله مذلة" .. وأضاف "أصبحنا نستعد للمطر مسبقاً ولكن تفجئنا أن كمية المطر كانت كبيرة نوعا ما مما أدى لتدمير الخيمية وسحب سيول الامطار لها".
في حين استهجنت ام احمد التي قالت إن الأمطار هدمت الخيمة بالكامل ولكن "ليس في الحيلة شئ " "والأمطار هي في الأول والأخر نعمة من عند الله "ولكن حالتنا هي التي أصبحت مأساة وتحتاج الي مساعدة عاجلة.
ومع أن الكثيرين كانوا ينتظرون هطول الأمطار في قطاع غزة لتسقي الزرع وتنضج الخضر، معتبرين أنها نعمة ، إلا أن آخرين كانت بالنسبة لهم استمراراً لمعاناة التشرد واللجوء.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
نسأله عز وجل أن تكون أمطار رضى لا سخط ونسأله العون لإخواننا المشردين في الخيام