الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اتصل بي ذات يوم أحد الأحبه وطلب مني لمرافقته لإحدى الهجر تبعد عن الشرقية قرابة (مائة وعشرون كيلو) وقال لي بأنه سوف يذهب لزيارة عائلة قد تعرف على رب الأسرة في إحدى المستشفيات وهم بحاجة ماسة للمساعدة وأسرة فقيرة ، وأن إحدى بناته مصابة بالسرطان .
فذهبنا سوياً مستعيناً بالله صباح ذات يوم، وقال لي صديقي ونحن في الطريق ، إذا رأيت هذا الشيخ (رب الأسرة) سوف تذكر الله
لما تشاهده من أثر الطاعة على محياه ، نحسبه كذلك ،،،
وعند وصولنا لمدخل الهجرة كان في استقبالنا لأن صاحبي اتصل به وأخبره بقدومنا ،،، والله يأخواني وأخواتي صدق صاحبي لما وصف لي هذا الشيخ المتعفف ، عندما تشاهده أنك تذكر الله ،،،
فرحبنا بنا أجمل ترحيب وأكرمه ،، وسبب ذهابنا لمساعدة هذه الاسرة من مواد غذائية وغيره .
قال لي صديقي :إذا دخلنا أدخل المجلس مباشرة كي لا يحرج هذا الرجل الكريم ، لأنه متعفف جداً ولن يرضى بقبول الذي معنا إلا بصعوبة ، وهو لايرضى بمساعدة أحداً ،
ونحن تقرباً إلى الله لخدمة هذا الرجل .
كنا محددين الوقت الذي سوف نجلسه قرابة الساعة ثم نرجع ، فأكرمنا هذا الشيخ بإحضار القهوة والشاي وحسن الأستقبال ، وعندما أردنا أن نودعه ونرجع كانت الإحراج الكبير لنا .
قال والله لن تذهبوا حتي تأكلوا معي وجبة الغداء ،، وأقوم بإكرامكم فحاولنا بشتى الوسائل أن نستأذنه ولكنه لم يسمح وذرفت عيناه ،،، وقال اترككم لتأخذوا قسطاً من الراحة والغداء بعد صلاة الظهر مباشرة ، فعتبت على صاحبي عتباً شديداً ،، وقال ماترى والله أني في حيرة من أمري ،،، فصلينا الظهر وتناولنا معه الغداء ومع ضيوفه .
فعجبت لهذا الشيخ المتعفف ،،، أتينا لإكرامه فأكرمنا وبالغ في إكرامنا ، الله نسأل لنا ولكم الصحة والعافية ، وأن يرزقنا حسن الخاتمة . آمين .
الله نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجه ،، وأن يخلصها من النفاق والرياء والسمعة .
والحمد لله رب العالمين