السَّلاَمُ عَلَيْـــــــــــكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
ذو الغيبة ذلق اللسان ، صفيق الوجه ..
لا يحجزه عن الاغتياب إيمانٌ .. ولا تحفظه للمكارم مروءة...
إذا وجد متنفَّسًا أشبع طبيعته النزقة الجهول..
ينطلق على وجهه في المجالس لا ينتهي له حديث، ولا يتوقَّفُ له كلام..
يسكب من لفظه ما تشمئزُّ منه آذان أهل الإيمان ، وأفئدة أهل التقى..
قد أُوتي بسطةً في اللسان تغريه بالتطاول على الناس ..
والوجيه وذي المنزلة .. بل على السفيه والجاهل.. وعلى كل طبقة وفي كل نادٍ..
الكلام عنده شهوة عارمة ..
إذا سلَّطه على شؤون الناس أساء الصورة ..
وإذا تكلَّم عن حقائق الدين والعلم شوَّه الحق وأضاع الهيبة..
لثرثرته ضجيجًا يذهب معه الرشد .. يتصدَّرُ المجالس ..
ويتناثر منه الكلام حتى يجزم العاقل بأنه لا يتحدث عن وعيٍ يقظٍ ولا فكرٍ عميقٍ
كأنَّ عنده انفصالاً رهيبًا بين لسانه وبين عقله وإيمانه..
ألدٌّ خَصِمٌ يلوك لسانه كما تلوك البقرة .. يخوض في كل شيء ..
في مقاعد المجالس يقطع وقته في تسقُّط الأخبار.. وتتبُّع العيوب .. وتلمُّس الزلاَّت
ليس له لذة ولا مسلاةٌ إلاَّ في أحوال الناس..
همزةٌ لمُزة .. مشَّاءٍ بنميم .. ويلٌ له ثم ويلٌ له ..
يتكلَّمُ بالكلمة يزلُّ بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب..
( من كلام الشيخ الدكتور : صالح بن حميد .. حفظه الله .. باختصار وتصرُّفٍ يسير )