وعاد الحجيج
عــــادَ الحجـــيجُ ففاحتِ الأجــــواءُ ****وتزيَّنتْ لقدومـــــــهم أرجــــــــاءُ
عادوا كما الطفـــــل ِ الرضيعِ نقاوةً **** والنــورُ بيــنَ المقلتينِ جـــــــزاءُ
رفعـــوا الأيادي للإلــــــه ِ تضرُّعـاً **** وعلــى الشفاه ِ الراعشـاتِ دعاءُ
ذرفــوا الدمـــوعَ التائبـــــات ِ تذلُّلا ً**** حُــْزنـاً على ماقدَّمــوا وأســـاؤوا
ومــنَ القلوبِ الوالهــاتِ قصـــائـــدٌ **** ما قالها صخـــرٌ ولا الخنســـــاءُ
يا عائداً منْ أرضِ مكَّـــــــةَ تائبـــاً **** وعليـــكَ منْ نـــورِ الإلــــهِ رداءُ
فالوجهُ منْ طهــرِ اللقـــاءِ مخضَّبٌ **** بضيــاءِ آمـــالٍ يواكبهــا الرجـاءُ
والحلـّةُ البيضاءُ تحكــــــي لوحــة ً **** غــرَّاءَ..نعمَ اللوحــــة ُ الغــــرَّاءُ
هـلْ زرتَ طيبةَ؟هلْ عيونكَ أدمعتْ؟*** فلــها القلــوبُ تهافــتٌ وحُــــــداءُ
ُ
هــيَ جنــَّة ُ الدنيــا ..فليسَ كحسنها **** حسنٌ ، فمنها وحدهــا الإغــراء
وأنـا الذي أمضيتُ عمـــري حالما ً**** فَلكَمْ يطيبُ بظلِّهـــــــا الإبقــــــاءُ
أأُلامُ في حبّــــي لها ..وهــي التي **** في روضها قدْ حلَّـــتِ العظمـــاءُ
إنْ كـانَ يفتنكَ الجمالُ ،فقفْ علــى ****أعتابهـــا زمنـــاً ..فينهمرُ الضياءُ
صــلِّ علــى المبعوث فينا رحمـــة ً**** منْ لم تُخـــلّدْ مثلـــــــهُ الأســـماءُ
خُــذنــي إليــها استحمُّ بنورهـــــــا **** منْ فرطِ وجـــدي ..هدني الإعياءُ
لهفـــي على أهــلِ البقيعِ وذكرهــمْ **** قطفوا النجومَ منِ السمـاءِ وجاؤوا
شمسُ الهدايةِ منْ هنالكَ أشرقـــــتْ**** فضياءها للتائهيــــــنَ بـــــــــراءُ
يا عــائداً بشذا الحبيبِ ونـــــــــوره**** ماذا ؟ وكيفَ ؟ فكلُّنــــا إصغـــاءُ
للشاعر..عبدالناصر منذر رسلان