[FRAME="11 10"]
[MARK="FFFF99"]
[GRADE="00008B FF6347 008000 4B0082"]
[GLOW="FFFF99"]
ليس كل شخص يتم اختياره و اخباره عند الذهاب الى تلك الغرف الفاسدة و الاباحية
ولأن النفوس تختلف من شخص الى شخص
فمنهم من يتحمل الصدمات
ولا يتأثر بالمفسدين
ومنهم من هو ضعيف
فبمجرد رؤيته للفساد وصور الزنى
على طول قلبه يحن لمشاهدتها من البداية
و في البداية يكون من باب الفضول و المعرفة وحب الاطلاع
وحتى يكون على علم ودراية بتلك المواقع والمواضيع
وبخاصة العزاب
وأما المتزوج
فربما يفضي تلك الغريزة بالحلال عن طريق زوجته
ولا يعني ذلك أنه لا يتأثر بهم وبما رأى من تلك الصور والافلام
وحتى النبي صلى الله عليه وسلم كان يتأثر حتى قالت أحدى زوجاته:
(أن النبي يكون في وعظ النساء واذا دخل شيء في قلبه أتى أهله)
فكيف بغيره ولأن الشهوة هذه فطرة بشرية
مهما يكون الانسان فإنه يتأثر
والذي يقول أنه لا يتأثر يخدع نفسه و يخدع الآخرين
ولذلك وجب الحذر عند الذهاب الى تلك الغرف وعدم اصطحاب الاحباب
من هب ودب من الأحباب حفاظا عليهم
ولا يخفى عليكم انه كم من شخص ذهب لتلك الغرف
بحجة الدعوة والنصيحة وإخراجهم من الظلمات الى النور
وقد كان الشيطان متربص له و زين له الذهاب
الى تلك الغرف والمواقع والمنتديات
بحجة النصيحة
ولما استمع قليلا والى ما يدور بينهم ورأى ما يعرض عندهم
من فسق وفجور وخنا وزنى وفساد عظيم أمام الجميع
بلا حياء ولا خوف ولا رادع ولا ضمير ولا خجل من الله عز وجل
حتى سكت وقد استمتع الى حديثهم وقرر العودة إليهم
مغلقا الباب ظنا منه أن الله لا يراه
ومع التكرار والشيطان جرار حتى أصبح واحد من الكرار
الى تلك الغرف حتى انجرف معهم وجره الشيطان وشياطين الانس
حتى دخل الى المواقع الإباحية
التي تغضب الجبار والتي توجب النار وبئس القرار
وقد سمعت عن شخص كان حافظا للقران ومطيقا للسنة
فلما دعاه الشيطان الى حب الفضول للدخول
الى معرفة تلك الفصول للشر والزنى والخنا
حتى ضل وخاب وخسر الدين والقرآن بسبب الفضول
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وشخص آخر وهو متزوج أيضا:
عندما عرض عليه أحد أصدقائه تلك الصور الإباحية
فقبل هذا العرض و مع وجود رابط المواقع لتلك الصور
والمواقع أحب الفضول والاطلاع
فلما دخل تلك المواقع
صاده الشيطان وكبله حتى صار أسيرا كسيرا للشهوات
ولا يستطيع الخلاص منها ولما أدمن إدمانا شديدا
صار يبحث عن تلك الملذات والشهوات الحيوانية
حتى فتح وكرا للدعارة والفساد في الأرض
وصار قوادا ومفسدا
يعبث بأعراض الفتيات الصغيرات الغافلات
وحتى وافاه الأجل ووجدوه في وكر الدعارة
وانفضح أمره بين الناس
وحتى عند زوجته وأولاده ووأهله وجيرانه
أنه مات في الوكر وهو سكران
وقد يقابل الجبار وهو عليه غضبان
فيا ويله من النيران
وكم من فتاة أيضا دفعها الفضول الى النظر الى تلك الصور والفصول
والمواقع والأفلام الإباحية حتى بحثت عن تلك الملذات المحرمة
وحتى انغمست في الرذيلة
وصارت مكبلة تحت قبضة الشيطان وقبضة هؤلاء الذئاب
الذين خدعوها في البداية وقالوا لها حب شريف
ثم صارت تنتقل من وكر الى وكر ومن شقة الى شقة
وكلما أرادت الهروب والفرار منهم
هددوها بالفضيحة ونشر صورها لمارستها للحرام معهم
وبعض الفتيات أحببن هذا الفساد العظيم
حتى صارت واحدة من تلك الداعرات المروجات للشر والفساد
ودلالة لتلك المهنة الفاسدة التي توجب النار وبئس القرار
وصدق النبي الكريم عندما قال :
(أكثر أهل النار النساء)
ولا شك أن هناك صالحات عابدات قانتات حافظات لفروجهن
وكم من قصص كثيرة للمفسدين:
وكيف كانت بداياتهم بالفساد
و السبب هو حب الفضول والاطلاع
ولذك البعد هو الأفضل
والفرار الفرار بدينك وإيمانك وطاعتك وحبك لله ولرسوله وللمؤمنين
ولا تلقي بنفسك الى تلك المواقع الشر والفساد
حماية لنفسك ولمن معك من المؤمنين
ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال
ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن)
والمقصود هو الفرار بالدين والصيانة والحماية
وكما قيل:
( الوقاية خير من العلاج) ولأن العلاج دائما صعب جدا
واجلس مع الصالحين ولا تكن نقال من مكان الى مكان
حتى لا تتأثر بما تسمع من الشر والفساد والضلال
ولأن القلوب متقلبة من حال الى حال
وما سمي القلب قلبا إلا لشدة تقلبه
ولذلك كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:
(فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك)
وقوله:
( ويا مقلب القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك)
وكما قال تعالى :
(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي
يريدون وجه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا
ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا
واتبع هواه وكان أمره فرطا)
واعلم ان الله يراك
ويراقبك
ويعلم سرك
ونجواك
ويعلم ما تفعله
عندما تغلق على نفسك الأبواب
وكم يراقب الإنسان الآخرين،
وينسى مراقبة رب العالمين،
وكم يراقب العبدُ العبيد
وينسى الإله المعبود،
فيخجل البعض،
ويكف الآخر،
ويندم ثالث،
ويعتذر رابع،
ويبكي خامس ...
هذا كله عندما يعلم
ويحس بأنه مراقب
من قبل مخلوق مثله،
فكيف إذا علم وتيقن
بأن العليم الخبير -
سبحانه وتعالى -
مطلع عليه ويراه،
ويسمعه،
ويراقبه،
ويعلم خائنة الأعين
وما تخفي الصدور.
أيليق بأحد
بعد ذلك أن يتساهل في علم الله به،
ونظره إليه،
أيقبل أحد أن يراه مولاه حيث نهاه؟
أو يفقده حيث أمره.
وإذا خلوت بريبة في ظلمة ...
والنفس داعية إلى الطغيان ...
فاستحي من نظر الإله وقل لها ..
. إن الذي خلق الظلام يراني
نعم أخي /أختي ....
انتبه لنفسك
ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك،
وهو - سبحانه - عالم السر والنجوى،
ويعلم عنك ما لا تعلم عن نفسك،
فقد قال - تعالى -:
{أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}
(البقرة: 77)،
وقال: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}
(العلق: 14)،
وقال:
{وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً}
(الأحزاب: 52)،
وقال:
{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}(غافر: 19).
وكن كما علمك النبي - صلى الله عليه وسلم -
عندما سئل عن الإحسان؟
فقال:
(أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
متفق عليه.
فالمراقبة
عبادة عظيمة
وهي: "دوام علم العبد،
وتيقنه باطلاع الحق -
سبحانه وتعالى -
على ظاهره وباطنه".
وهي ثمرة علم العبد
بأن الله - سبحانه -
رقيب عليه،
و ناظر إليه،
و سامع لقوله،
وهو مطلع على عمله
كل وقت وكل حين،
ومن راقب الله في خواطره،
عصمه في حركات جوارحه.
نعم لا تجعل الله - تعالى -
أهون الناظرين إليك، بل راقبه،
فالله - عز وجل -
هو أعظم الناظرين إليك،
وأعظم العالمين بك،
و المطلعين عليك،
و العارفين بأسرارك،
ولا مفر لك منه،
فالأرض أرضه،
والسماء سماؤه،
والخلق خلقه،
والناس عبيده،
وهو الذي أحياك،
وسوف يميتك،
ثم يبعثك،
ويوقفك بين يديه للسؤال.
فكن من المعظمين لله -
سبحانه وتعالى -،
ولأمره ونهيه،
ولا تجعله أهون الناظرين إليك،
والله المعين،
والحمد لله رب العالمين
ونسأل الله
أن يغفر لنا
خطايانا
وزلاتنا
وهفواتنا
وتقصيرنا
في جنب الله
وأن يعفوا عنا
وأن يدخلنا الجنة
مع النبيين
والصديقيين
والشهداء
والصالحين
وحسن أؤلئك
رفيقا
إنه جواد كريم
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا وتعفوا عنا
لكنونن من الخاسرين
__________________
[/GLOW]
[/GRADE]
[/MARK]
[/FRAME]