هكذا الأعتزاز بالدين والمبدأ وحجابها يكسبها الأحترام في كل مكان
--------------------------------------------------------------------------------
هكذا الأعتزاز بالدين والمبدأ وحجابها يكسبها الأحترام في كل مكان
--------------------------------------------------------------------------------
بعد تكريمها في ملتقى دولي : فيزيائية سعودية تحاضر في فرنسا من وراء حجاب
سالم الحسن
07/12/2005
ريم الطويرقي:هاجسي الحقيقي أن أكرم يوم الحساب
*كرمت في باريس مؤخراً عالمة فيزيائية، وذلك بعد حضورها بحجابها الإسلامي الذي يغطي وجهها في بلد منع ارتداء الرموز الدينية في كافة المحافل التعليمية الرسمية.تقول الدكتورة ريم الطويرقي أستاذة الفيزياء بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عن ذلك التكريم:بعض الحضور كان يبدو عليه الاستغراب، فلعلها المرة الأولى التي يرون فيها امرأة بالحجاب الكامل تشارك في لقاء علمي، خصوصا في الفيزياء حيث قال لي بعضهم إنهم لم يتصوروا وجود نساء في المملكة العربية السعودية حاصلات على الدكتوراه في التخصصات الأدبية ناهيكم عن العلمية.وأما عن طبيعة مشاركتها فتقول «كانت المشاركة من خلال تقديم كلمة تحدثت فيها عن تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية بصفة عامة والخصوصية التي تتمتع بها من حيث فصل المرأة عن الرجل في كافة مراحل التعليم، سواء العام أو العالي، وأوضحت أن البعض ينظر لذلك على أنه رجعية، إلا أن بعض الدراسات الحالية في الغرب تعيد النظر في نظام دمج الذكور والإناث في المدارس، حيث لوحظ أنه عند فصل الذكور عن الإناث كانت نسبة التحصيل عند الجنسين أعلى.وأكدت من خلال كلمتي على أن فصل تعليم الإناث عن الذكور في المملكة العربية السعودية لم يكن وبالا على المرأة السعودية وإنما وفّر لها مجالا أرحب للاستزادة من العلم والمعرفة..وما أنا سوى إحدى نتاج هذا النمط من التعليم..وأنا واحدة من قرابة ألفي امرأة في جامعتي، جامعة الملك عبد العزيز، هن أيضًا نتاج هذا التعليم ويتخصصن بمجالات مختلفة..ناهيكم عن باقي جامعات المملكة.ثم تحدثت عن تجربتي الشخصية في مجال الفيزياء شاملة مراحل تعليمي وطموحاتي».
وحول التكريم تؤكد ريم الطويرقي أنه لم يكن هو الدافع الذي تسعى له أو المحفز الرئيس لها لبذل الجهود.وتضيف ريم:هاجسي هو أن أؤدي واجباتي التي أمرني بها خالقي عز وجل، من عبادته كما يجب وعمارة أرضه بما أنعم به عليّ من النعم، على قدر ما أستطيع وأن أكرّم يوم الحساب.وبخصوص وجهة نظرها في مدى اهتمام الأوساط العلمية والأكاديمية بذلك التكريم؟ وكيف تنظر لحجم ذلك التكريم مقارنة بالجهود العلمية والبحثية التي تقدمها تلك الأوساط العلمية؟فتشير ريم الطويرقي إلى أن هذا العام اختير ليكون العام الدولي للفيزياء.فحول العالم تقوم الدول بالمشاركة بهذه الاحتفالية لإظهار أهمية الفيزياء في الحياة وحث الجيل الشاب لدراسة هذا العلم المهم وتسليط الضوء على أهم الانجازات العلمية التي قدمها الفيزيائيون عبر الأزمان والتي ساهمت في التقدم التكنولوجي في العالم.وتضيف:هذا التكريم كان من ضمن سلسلة طويلة من الفعاليات على مدار عام 2005 والتي ما زالت مستمرة.وتؤكد على أن ما يميز هذا التكريم عن غيره من الفعاليات الأخرى هو إظهار دور المرأة العربية ومساهمتها في مجال الفيزياء للعالم الغربي.فكان لهذه الفعالية طابع علمي اجتماعي ثقافي أكثر من كونه علميا بحثيا بحتا.ولقد كانت لفتة معهد العالم العربي بباريس لإظهار هذا الجانب عن المرأة العربية موضع تقدير من جميع الحاضرين والمشاركين الذين كانوا متشوقين للتعرف عليه.
الحجاب الاسلامي
وبسؤالنا عن ظهورها خلال ذلك الملتقى بكامل حجابها الإسلامي وردة فعل الحضور فتقول ريم الطويرقي:الحمد لله قوبلت بكل احترام وترحيب من قبل القائمين والذين سعوا جاهدين لتسهيل كافة الصعوبات من أجل مشاركتي.وكان لتقدم عدد لا بأس به من الحضور لي بعد انتهاء الفعالية لشكري على المشاركة وسعادتهم بالحوار والفكر الذي طرح مصدر سعادة لي ولله الحمد.وأدعو الله أن أكون قد تمكنت من أن أظهر الصورة المشرّفة للمرأة السعودية من حيث أنها استطاعت تلقّي العلوم ونقلها والمساهمة في البحث العلمي وخدمة البشرية.وعن ما إذا كان حجابها يسبب لها بعض العوائق خاصة وسبب تشددها في الحجاب الذي يعتمد على كامل الجسم بما في ذلك الوجه رغم أنها مسألة خلافية في الإسلام قالت:لو كان الحجاب الإسلامي قانونا وضعه البشر لاستطعنا أن نجادل بالقول أنه يمكن أن يكون عائقا لأن البشر بقصور علمهم يصيبون ويخطئون.
ولكن الحجاب الإسلامي أمرٌ سماويٌ من الخالق العليم الحكيم.فالله سبحانه وتعالى لم يشرّع ما فيه ضرر لعباده أو ما يمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية وأداء أدوارهم في الحياة.فأنا شخصيا لم يمنعني ارتداء الحجاب الإسلامي من طلب العلم أو المساهمة في خدمة المجتمع.ولو نظرنا ليس فقط في المملكة العربية السعودية ولكن على اتساع العالم الإسلامي الكبير، بل وحتى خارج العالم الإسلامي، سنجد أن هناك مئات الألوف من النساء اللاتي لم يمنعهن ارتداء الحجاب من النهوض والمشاركة في الحياة العلمية للمجتمع.وأما عن سبب تغطية الوجه فتقول «نوهتم في سؤالكم أن هناك خلافا فقهيا».فإن كان هذا هو الواقع، إذن من أخذت من النساء بغطاء الوجه أو بكشفه مع تغطية سائر جسدها، يجب أن لا توصم بأنها «متشددة»ولا الأخرى بأنها «متفلّتة» لأن كلتيهما قصدتا اتباع أمر الله.وطالما أن هذه المرأة قد تعبّدت الله بأي من هذه الآراء الفقهية المقبولة شرعا فيجب أن يحترم اختيارها».وتضيف:لا ينقطع عجبي من بعض من يلمزون المرأة المنقبة بأنها «متشددة» بزعمهم، في حين تعجز ألسنتهم عن نصح النساء المتبرّجات اللاتي قصرن في حق الله وحق أنفسهن والمجتمع.
منقول من مجلة المجله ولتكن قدوه حسنه