رغم تدمير الطائرات الإسرائيلية مقرها الرئيس ومطاردة طواقمها، واصل طاقم قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عمله وإصراره على نقل الصورة من قطاع غزة للعالم.وعلى مقربة من مبنى "قناة الأقصى" الفضائية التي أنشأتها حركة "حماس" عام 2004 والذي دمر مقرها الطيران الإسرائيلي كليًا كان يقف طاقم للفضائية، بجوارهم باص يحمل بعض المعدات البسيطة والكاميرات.ويؤكد محمد الثريا مدير البرامج في المحطة أن الفضائية "تبث من كل مكان فلدينا سيارة متنقلة تجوب كل الشوارع وتغطي في أي لحظة، فالتغطية الميدانية لم تتأثر". وكشف إبراهيم الزعيم وهو مدير المراسلين في الفضائية أن إدارة القناة وضعت سلفًا "خطة للعمل في حال قصف المبنى وهي تطبق بشكل جيد".وتابع أن مراسليه يعملون من الشارع والطرقات و"نحاول رصد الأحداث حتى نفضح هذا العدو وممارساته". ويروي الزعيم أنه تعرض للموت مع طاقم الفضائية أثناء تغطيتهم للقصف الإسرائيلي على ميناء غزة الأحد، وقال: "أثناء تصورينا لقوارب الصيادين التي تعرضت للقصف، وبعد دقائق من وصولنا بدأت الزوارق البحرية بإلقاء القذائف من كل صوب وفي كل اتجاه إلا أن الله سلمنا".وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة بإطلاق عدة صواريخ على مبنى "قناة الأقصى" المكون من خمس طوابق في شمال مدينة غزة مساء الأحد. وحولت الغارة المبنى إلى كومة من ركام، وحالف الحظ طواقم الفضائية الذين أخلوا المبنى لتوهم قبيل تدميره. وقال سمير أبو محسن مدير دائرة الإنتاج: إن توقعات إدارة القناة باستهداف المقر دفعتهم لأن يقرروا إخلاء المبنى من موظفيه قبل دقائق من قصفه.وفي إشارة إلى عمله المهدد بخطر الموت يقول الزعيم: "لا أخرج إلا حين أودّع والدي وزوجتي". وتابع أنه يتوقع تعرض طاقم فضائية الأقصى للغارات الإسرائيلية والعودة "شهيدًا" في أي وقت. ويقول أبو محسن: إن التوقعات باستهداف المقر دفعتهم أيضًا إلى الاحتفاظ بنسخة من الأرشيف الذي دُمر. وأوضح الزعيم: "توقعنا أن يطال سيناريو الاحتلال تدمير كل شيء في قطاع غزة وأن يصل فضائية الأقصى".وقدر الثريا خسارة الفضائية بأربعة ملايين دولار، حيث تحطم جزء كبير جدًا من الأجهزة والمعدات، مما أثر على الأداء الفعلي للبرامج والنشرات. وتعتمد القناة في بثها حاليًا على بث الصور الميدانية مباشرة من المواقع التي تتعرض للغارات الجوية وبث أناشيد إسلامية مسجلة وفي بعض الأحيان أدعية.وتم إغلاق الشارع الفرعي المؤدي لمبنى الفضائية بأسلاك خشية تجدد القصف عليه مرة ثانية وتعريض المارة للخطر. وتتغلب الفضائية على هذا القصور في الإمكانيات كما قال أبو محسن بالتركيز على الجانب الميداني والتعويض عن البرامج المباشرة التي توقفت تلقائيًا بسبب صعوبة التواصل مع القيادات والمسئولين "للظروف الأمنية".وأوضح: "نقوم بالتسجيل مع القيادات من داخل استوديوهات لنا في كل مكان قد يتمكن أن يحضر لنا فيها الضيف أو قد نذهب نحن إليه أحيانًا أو نحصل على تسجيل عبر الهاتف". وأكد أبو محسن أنه "طالما بقي فينا واحد سنواصل نقل الصورة وسنظل عين العالم على فلسطين، فدورنا لا يقل أهمية عن المجاهدين و المرابطين".ولم يخف الثريا أنه "حينما نشعر بالخطر نخرج للتغطية في مكان آخر حفاظًا على حياة الموظفين". ويلمس أبو محسن تعاطفًا من قبل المواطنين أثناء تواجدهم في الميدان رغم الخشية من إمكانية استهداف الطيران الإسرائيلي لهم.اللهم انصر اخواننا في غزة أرض العزة..