بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . سأتحدث اليوم عن موضوع ذا أهميه بالغه وهي الموعظه الحسنه للنفس فكلنا يعلم أن الموعظه الحسنه هي جند من جنود الله تبين وتنير الطريق لكل ضال. والمؤمن الحق هو من يتعظ مما حوله ولا ينتظر حدوث الألم لتحقق الموعظه تأثيرها فيه .فالعاقل هو من يتعظ بأدب وأما البهائم أجلكم الله لا تتعظ إلا بالضرب .والذي يريد أن يتحمل عبء وعظ الناس يجب أن يرعي عدة أمور حتي يحقق الهدف من موعظته وهي ردع المفرط دون جهد من الواعظ يفضي الي خلق مشاحنات وتشنجات تفضي إلي تعنت هذا المفرط, وبالتالي عدم تحقق الهدف المنشود من منعه من ارتكاب المعصيه بل واستمراره في المعصيه من باب التعنت.
وللموعظة الحسنه طرق واساليب يجب العناية بها ومن أهم هذه الأمور حرص الواعظ أن يعظ الناس بفعله لا بقوله فقط. أي سمته وأفعاله دعوة متحركه لكل من حوله فلا يرونه ينهي عن فعل ويأتيه .بل يكون مثلا يحتذي .وتطبيق واقعي لكل ما شرعه الله في دينه .في عمله وخلقه .
فكثير ما يعاب علي الفئة المتدينه احتقارها لما تري من حولها .والشدة في الأسلوب واللجوء الي العنف في تغيير الأمور .وهذه ليست ظاهره ولكنها سلوكيات تأتي من فئة قليله وللأسف تعمم علي الآغلبيه .
لذا فالفئة المتدينه يجب أن تضع في اعتبارها أنها تحت المجهر سبحان الله ممن حولها أكثر من أهل الضلال .لذا لزام علينا أن نحرص ونبذل جهدا كبيرا في أن نكون أكثر المطبقين لما ندعو له .في أسرنا وفي مكان عملنا وحتي في الاماكن العامه .ففي مراقبة النفس والحرص علي تمام التطبيق انقاذ لنا من التركيز فقط علي الانتهاكات التي تدور من حولنا لأننا بذالك سننال احترام حتي أعدائنا .فلا يملكون أن يجدوا حجة علينا .وبالتالي لا يملكون التأثير علي من حولنا .
أنا لا أدعو الي الصمت وعدم حمل هم الدعوة ولكننا تحدثنا كثيرا وبذلنا الكثير في شأن الدعوه و النتيجه مرضيه ولله الحمدولكن لنجرب مع قدوم الشهر الفضيل وانقطاع المحاضرات الاسبوعيه للجان الخيريه .أن نتفرغ لأنفسنا .أن نطبق ما تعلمناه ونعلمه الآخرين علي أن أنفسنا .دعوه للصمت وإعادة الحسابات فيما نعمل في أنفسنا .لأننا لا نملك أن نزّكي أنفسنا فيما نقوم به من أعمال فكلنا عرضة لهوي النفس الذي بنظري يحتاج منها الي جهاد كبير .انني دائما أقول إن كان قد انتهي عصر الجهاد بحمل السيوف ومقاتلة الأعداء فزمننا هذا بحاجة الي جهاد أعظم وهو جهاد النفس .أن نجاهد أنفسنا في البقاء علي الحق ولا نتأثر بما يحصل لنا في أسرنا وفي أعمالنا .لأنني لاحظت أن حتي من هم علي خير كثير قد فتنتهم الدنيا بما فيها .فأصبحت لهم ردود فعل للأمور أوجدت سبيلا لقول انظروا متدين ويفعل كذا ومتدينه وتؤذي أهل زوجها ,و تخلق مشاكل في أسرتها وفي عملها بسبب غيرتها . ومتدين ينتهك أعراض الناس .فلو شغلنا أنفسنا بتطهير أنفسنا والتوقف عن وعظ الناس علي الأقل في شهر رمضان والانشغال في اعادة تنقية أنفسنا. لأن عقابنا من الله أعظم فنحن نحضر لمجالس الذكر ونعيش مع التنبيهات من ارتكاب المعاصي بشكل دائم عكس من يعيش في غفلة من أمره .
أتمني أنني قد استطعت أن أوصل ما أريد قوله ولكم مني كل تحيه
أختكم المحبه والحريصه علي كل ما ينفعكم النقاء