السَّلاَمُ عَلَيْـــــــــــكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
4- البارئ
أصل هذه الكلمة :- أصل الباء والراء والهمزة بـرء أصلها يدور على معنيين :
1-بمعنى الخلْق: كما يقال برئ الله عزوجل الخلْق , فالله تبارك وتعالى هو البارئ بمعنى هو الخالق.
2-التباعد من الشيء: ومن ذلك قيل للشفاء من المرض البُرء بمعنى تخلصت منه , فهذا المعنى الثاني يدل على مزايلة الشيء والخلوص منه.
والمعنى الثاني قال بعض العلماء أنه لا علاقة له باسم الله البارئ بمعنى أنه يزايل بين الخلق ويفصل خلقا , كل مخلوق عن المخلوق الآخر , ولكن هذا المعنى فيه نظر والأقرب والله أعلم أن البارئ يعود إلى المعنى الأول.
ورد هذا الاسم ثلاثا مرات في كتاب الله عزوجل في آيتين , التي في أواخر سورة الحشر وهي قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ) , والثانية وهي الآية في سورة البقرة وهي قوله تعالى : (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ).
الغالب في استعمال هذه اللفظة ( البارئ ) أنها تستعمل في خلْق الحيوان وما كان فيه الروح , فيقال برئ الله عزوجل النسمة بمعنى أوجدها وخلقها , ولا يكاد الناس يقولون برئ الله السماوات , برئ الله الجبال , برئ الله الشجر , وإن كان هذا المعنى صحيحاً , ولكن الغالب في هذه الأمور , خلق الله السماوات وخلق الله الجبال , وبرئ الله الخلْق , وخلق الله الخلْق , فصار هذا فرق بالاستعمال من حيث الغالب والله أعلم.
يقول الحافظ ابن كثير: الخلْق هو التقدير , والبرء هو الفري وهو التنفيذ وإبراز ما قدَّره وقرَّره إلى الوجود , وليس كل من قدَّر شيئاً ورتَّبه يقدِرُ على تنفيذه وإيجاده سوى الله عزوجل.
كما قال الشاعر مادحاً لملك من الملوك:
وَلأَنْتَ تَفْرِي ما خَـلَقْتَ وَبَعْـ. . . . . . ضُ القَوْمِ يَخْـلُقُ ثُمَّ لا يَفْرِي.