رسالة القائد لولده هي عبارة عن وصية لولده صالح الذي كان حين كتابتها لا يتجاوز عمره ثلاثة أشهر و قد كتبت بمنطقة ( ترقو ) بالشيشان.
يقول فيها :-
رسالة قائد لولده …نصيحة يا صالح من أرض الميدان من الشيشان … إن التاريخ الإسلامي لن يسطر في مداده إلا أعمال رجال صدقوا مع الله ثم مع مَــن كانوا … فعلوا ما قالوا و تقدموا الصفوف … صدقني أشغلنا عبيد الدرهم و عبيد هذه الدنيا و عبيد الغرب بالوظيفة و الراتب و ما عند الله خير … فذهبت الأجيال تلو الأجيال من حياة روتينية مميتة لا تبتعد عن حياة البهائم … نصحوا صباحا من الفطور إلي العمل ثم الغداء ثم إلى البيت ثم العشاء ثم المبيت … لم يعد للحياة هدفا … صدقني يا صالح إن علي قدر همة الإنسان و هدفه في الحياة يُــرزق و يُــوفق … و إن المشاكل لا تنتهي أبدا و هي محصورة في مشاكل العمل و الدابة و الزوجة و الولد و المسكن … و كل ما تحل مشكلة يأتي غيرها … تحل عشر يأتي عشرين … و العمر ينتهي و هي لا تنتهي … و العالم الإسلامي اليوم فيه كل شرائح المجتمع … العلماء و طلبة العلم و التجار و المهندسين و الحرامية … و محروم من طبقة جنود التوحيد من الجهاد و ذروة سنام الإسلام … لقد حان وقت الجهاد … أمة الكفر تحتضر و ما بقي لها إلا آخر خنجر … و لقد مَــنّ الله علي أمة الإسلام في هذا الزمان ــ و لا أقول وقت النبي صلي الله عليه و سلم و صحبه و مَــن تبعهم ــ فكيف أفقر شعب في العالم يطحن الإتحاد السوفيتي و أصغر شعب يطحن قلب روسيا , و في روسيا لو لم أعش مع هذه الشعوب فلم أصدّق ذلك … صدقني يا صالح ( الموت فن يصطنع في حد ذاته ) و لكن علمه عند الله … أين و متي ؟ … أطلب الموت توهب لك الحياة … ثق بالله و أحسن الظن بالله … فنحن اليوم نؤمن بالله و لكن عندنا شك في نصر الله لنا … نظن الظنونا … أرهبتنا طائرات و دبابات أعداء الله في حرب الخليج … حرب الخليج أذابت كل شئ عند المسلمين بعد ما رجعت الثقة للمسلمين من نصر أفغانستان علي الإتحاد السوفيتي … انفضحت قوة المعسكر الشرقي و الغربي أمام قوة الإيمان بالله فجاء الغرب في أرض الإسلام في خليج العرب ليقوموا بمسرحية أرعبوا فيها أمة محمد … لم يمت صدام و لا جنده و أصبح وحشا يخوف به المسلمين … و يحلب المسلمين أموالهم و نفطهم ديون جراء هذه الحرب … حرب ثمانية عشر سنة و احلب يا حلاب … صالح … سوف تموت وحدك … و تبقي في القبر وحدك … و تبعث وحدك … و الطريق طويل و الزاد قليل … فعليك بزاد التقوي و الجهاد في سبيل الله … لأنه عز في الدنيا و الآخرة … حبيبي أنت الان صغير لكن إن شاء الله أنت و أمثالك نفتح لكم الطريق و نعدكم و نعلمكم عمّا عجز عنه أجدادك اعطاؤه لنا … فجيلكم فيه أمل هذه الأمة … عندما نكون نحن عجزا … الأمل بالله ثم بكم … وا أسفي يا غالي … أصبح شباب اليوم عبيد الشيطان … التلفاز و الدش و الكرة و السيارة … إحذر الموت في حادث أو في مضاربة و اسأل الله حسن الخاتمة … شهادة تجمعك مع الحبيب المصطفي و صحبه … فهم في منازل النبي ثم الصديقيين ثم الشهداء … يا قرة عيني احمد الله أنك جئت في أرض الوغي … قوم أمك دمرت قراهم … دافعوا عن دينهم و عرضهم حتي النهاية … نصفهم خرج مع أبوك يثأر و نصف غاب تحت السجون و تحت الثري … شهداء إن شاء الله … كانوا أول من أعلن الشريعة في داغستان … عالم العبيد و الحكومة و الكفر و الإلحاد فى كرمخى … لن أنسي ذلك عندما حاصرتهم قوات البغي من اربع محاور و دكت قراهم فقمنا مع جند التوحيد للنصرة و دارت معارك لم أري مثلها … دكت فيها أنف أمة البغي و الإلحاد … عندما كنت في وقت الحمل كانت الطائرات تحرق الأرض و مَــن عليها فى أرض الشيشان … احمد الله انك سمعت صوت الرصاص و القذائف و انت في بطن امك و تهرب أمك من مكان الي مكان … عزيزي: لا تحلم في حياة الرغد الهني و حياة السلم … فعالم الكفر سيجري وراءك بذنب أبوك … فاختر لنفسك حياة العز و الكرامة قبل أن ترمي في سجون الكفر … فقد نـُـكب صحب ابوك و من معه و انت لست عنهم ببعيد و لست أحسن من رفقاء ابوك … خــُذ قرارا صارما في حياتك … و اثبت عليه … و ثق بتوفيق الله … و لا تسمع قيل و قال و كثرة السؤال … فعليك بطلب العلم و حفظ كتاب الله و أنت صغير ثم الإعداد و الجهاد في سبيل الله .
ابني: لا أدري هل نكون سويا في ميادين الوغي أنت قائدي و انا جندي عندك … أسقي الظمأى و أعالج الجرحي أم تكون وحدك و أنا تحت الثري ... هذه نصيحة جندي لقائده: كن لي صدقة جارية وولدا صالحا يا صالح يدعو لي فما يبقي للعبد الا هذا بعد موته كما قال المصطفي. هذا و أسأل رب البرية ان يحفظك لخدمة هذا الدين في كل مكان و أن يرزقك من فضله العظيم و أن لا يجعل لأعداء الله عليك من سبيل و أن لا يجعل لأحد عليك فضلا و لا منة و أن يرزقك شهادة خالصة لوجه الله الكريم تشفع فيها لأبيك و أمك المساكين ... زادك الله عزّا و قوة علي الكافرين و الله أكبر ... أبوك ... خــطــــــــاب