لا أذكر في يوم من الأيام أنني تعبت ....
وهزت الريح جناح قلمي ....
كما فعلتَ أنتَ ... وأحزاني ...
التي لا أجد لها مرسى أو نهاية ....
كتبت كلماتي بعد أن نام الحزن في أحداقي ...
وتوسدتُ جناح الغربة والبرد والظلام ....
صدقني
لم أكن أود أن يولد الفراق من رحم اللقاء
لم أكن أتمنى أن تحدث كل هذه الشروخ
والمسافات في عظم علاقتنا المتين
فتصدى أيام من الألم ..
ورصيداً من التضحية ..
وما يكفي من خيبة الأمل ...
لم أكن اتمنى أن يأتي اليوم
الذي تسئ فيه الظروف إلى
مشاعر الحب الكامنة
إلى الأحلام المبللة بماء كالورد
والأمنيات المعلقة على جناح الأمل ..
اليوم الذي تأخذنا فيه الغرة بالإثم..
فأصبح كل شئ جرئ ...
فنتعلم كيف نجيد التجريح ..
وكيف نصبح بارعين في خلق حوار
صريح ومقذع دون رحمة ...
لم أكن اتمنى أن يصل الحوار بيننا
إلى طريق مسدود ...
إلى اللاشئ ..
إلى دون نتيجة أو اقتناع بالمصير المحتوم ...
فتفضل الهروب
وأفضل الصمت
أو يأتي اليوم الذي يتساوى فيه
اللقاء بالوداع
وطعم التضحية بطعم الأنانية
صدقني
لم يمكن بمقدوري خفض حرارة الموقف
وصاعقة الواقع والحقيقة
ولم يمكن تهدئته في عالمي المغرم بك ..
كان الضجيج يعلو شيئا فشيئا ..
في داخلي ...
فيبدو الهمس بحجم الصراخ ...
والزفير بحجم الإحتضار ..
كان السير حينها
يعادل السير والوقف على الجمر
واستنزاف الدمع يعادل استنزاف الدم ...
كان بداخلي ...
قلق مخيف وفي عقلي الباطن
رؤية واضحة لمصير مؤلم
كنت أتمنى لو كانت الذكريات حاضرة
فتعصم العقل عن إنزال الهزيمة بالقلب
وتصنع اعتبارا للعشرة وللأيام التي
قضت مثل الحلم بذكرى مستيقظة ...
لا أدري .....
ولكنني كنت أتمنى وأن عنيت أسفي
على كل ما حصل ...
أن لا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه
من احتقان الألم
وغربة الروح
وشتات الفكر
فأنا لم أعد قادرة ولو لدرجة واحدة
على التحمل ......
لذا قادني فكري وقلمي
لتعلي عرش الحزن الأبدي .....
يطويني الحنين المخنوق بالخوف من تخطي الآتي ...
والرعب من فكرة الرحيل ........ عنك .........
ليتك تدري
وأنت هناك في مكان ما ...
و في حال ما ...
وفي وضع ما ...
بأنني على حافة الإنتهاء
والتمرد على الوجود ..
والبقاء في اللاشئ ....
وحيدة ..........