تركي الفيصل: لابد من الأرض قبل السلام مع "إسرائيل"
مفكرة الإسلام: أكد الأمير تركي الفيصل، رئيس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية، سفير السعودية السابق لدى واشنطن أن عودة الأراضي المحتلة يجب أن تسبق السلام مع "إسرائيل" اللصوصية.
وأوضح أنه على الرغم من رغبة دول المنطقة في السلام، إلا أنها لن تتسامح في ما يرقى إلى "اللصوصية"، في إشارة إلى الاحتلال والاستيطان.
وقال الفيصل إن بلاده هي "مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين، وهي كذلك قوة عظمى في الطاقة وزعيمة فعلية للعالمين العربي والإسلامي".
وأضاف "ولذلك فإن المملكة السعودية ستقيد نفسها بأعلى معايير العدل والقانون، وعليه فإنها سترفض أي تقارب مع "إسرائيل" حتى تنهي الأخيرة احتلالها غير القانوني للضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا في لبنان".
وأشار الفيصل إلى أن "إسرائيل" لم تقدم أي خطة سلام على الإطلاق، في حين أن السعودية أطلقت اثنتين، أولاهما خطة فهد للسلام عام 1982 وثانيهما مبادرة عبد الله للسلام عام 2002، لافتًا إلى أن كلاهما حظيتا بدعم عربي وتجاهل "إسرائيلي".
ورأى الفيصل أن الخطوة الأولى نحو السلام وحل الدولتين تتمثل في إزالة كافة المغتصبات في الضفة الغربية، وفي ممارسة المجتمع الدولي في الوقت نفسه ضغطًا على "تل أبيب" للتخلي عن كافة الأراضي العربية المحتلة.
وتأتي تصريحات تركي الفيصل، التي جاءت في مقالٍ له بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية؛ ردًا على الضغوط الأمريكية والغربية التي تمارس على السعودية بغية القيام بخطوات تطبيعبة نحو "إسرائيل".
هذا، وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل قد أعلن، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون بواشنطن رفض بلاده للمطالب الأمريكية بتحسين العلاقات مع "اسرائيل", مؤكدًا عدم جدية الاحتلال "الإسرائيلي" في السلام.
لا تطبيع قبل عودة الإراضي إلى أصحابها:
وعلى صعيدٍ آخر، دعا الفيصل إلى التوقف عن ممارسة الضغوط على دول المنطقة لمكافأة "إسرائيل" على إعادة أراض سلبتها في السابق.
وأشار إلى أن قيام بلاده بخطوات دبلوماسية نحو التطبيع قبل عودة الأراضي إلى أصحابها من شأنه أن يقوض القانون الدولي ويغض الطرف عن الممارسات "الإسرائيلية" اللأخلاقية.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قد ذكرت، مؤخرًا، أن وزارة الخارجية "الإسرائيلية" تستعد لإرسال بعثات دبلوماسية لدولٍ عربية، وأن "إسرائيل" شرعت في جس نبض الإدارة الأمريكية حول أول الدول العربية التي ستقيم علاقات دبلوماسية معها، وهل هي: قطر، المغرب، سلطنة عُمان أم تونس؟
وأضافت أن عملية جس النبض هذه تجري في إطار الاستعداد للمسألة من الجوانب الفنية والبشرية والمالية والأمنية.
وأوضحت أن عملية جس النبض تقع في إطار الصيغة التي تعامل بها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما انطلاقًا من مبدأ مكافأة "إسرائيل" على تجميد الاستيطان بخطوات حسن نية عربية رسمية.
وفي سياقٍ متصل، نقلت مصادر صحافية، في وقتٍ سابق، عن مسؤولين أمريكيين قولهم: "إن الولايات المتحدة تمكنت من إنجاز سلسلة من بوادر حسنة تطبيعية من دول عربية تجاه "إسرائيل".
التشدق بميثاق حماس وتجاهل واقع الاحتلال:
ومن جهةٍ أخرى، قال تركي الفيصل "إن المؤيدين لـ"إسرائيل" يتشدقون بميثاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي يدعو إلى تدمير "إسرائيل" دليلًا على الموقف الفلسطيني نحو حل الدولتين دون أن يلتفتوا إلى عدم شرعية الاحتلال "الإسرائيلي" نفسه".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، قد حذر من إيجاد معادلة جديدة جراء التحرك الأمريكي في المنطقة، تتعلق بالصراع العربي "الإسرائيلي"، تقضي بتطبيع الدول العربية مع "إسرائيل" مقابل وقف الاستيطان "الإسرائيلي" لمدة تسعة شهور، في صفقة لا تشمل القدس.
وشدد مشعل على خطورة حصر الصراع مع "الإسرائيليين" بمسألة الاستيطان فقط، معتبرًا أن القضية الفلسطينية لن تنتهي بوقفه، معتبرًا قرار الحكومة "الإسرائيلية" استبعاد القدس من أي قرار لوقف بناء المستوطنات "أمرًا خطيرًا".
كما اعتبر مشعل أن الحكومة الأمريكية بحاجة لتحريك الملف الفلسطيني "الإسرائيلي"، والعودة إلى مفاوضات السلام، داعيًا العرب إلى استغلال هذه الحاجة، وعدم تقديم تنازلات مجانية للجانب "الإسرائيلي".