من بلاغة القرآن
الموضوع: من بلاغة القرآن
الكلمات الدلالية (Tags):
لا يوجد
-
حورية القسام تقول:
11 Nov 2006 06:24 PM
من بلاغة القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
يبهر القرآن الكريم من يقف بين يديه متأملا نظمه ومتفكرا في أسرار معانيه، وبنائه المعماري الحصيف الرصين، واليك مسألة في ذلك هي غاية في الحسن والدقة والبلاغة، من باب الحذف والذكر في المتشابه القرآني:
قال تعالى: ( جنات تجري من تحتها الأنهار)(البقرة:25).
قال تعالى : (جنات تجري تحتها الأنهار)(التوبة:100).
الشاهد:الآيتان في إكرام المؤمنين ومكافئتكم،ذكرت كلمة(من)في آية سورة البقرة،بينما حذفت من آية التوبة،فما حقيقة ذلك الأمر وما بيانه؟
التحليل البلاغي:
حيث ذكرت كلمة (الجنات) وكانت (من)معها، كان الخطاب عاماً لكل المؤمنين، ولا سيّما الأنبياء والرسل أشرف الخلق أجمعين، قال تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار)(البقرة:25).
أما آية سورة التوبة فقد خلت من كلمة (من)،لأن الخطاب فيها خاص بجماعة معينة، وهم السابقون الأولون من المؤمنين، قال تعالى : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار ذلك الفوز العظيم)(التوبة:100). فهو يتناول الذين سبقوا في الهجرة والنصرة وعلى هذا فهو لا يتناول إلا قدماء الصحابة وقيل جميعهم.
فالآية هنا مخصوصة بالسابقين، وهناك من هو أعلى منهم مكانة ومرتبة وهم الأنبياء والرسل_عليهم السلام_"فكل موضع ذكر فيه(من تحتها) إنما هو لقوم عام فيهم الأنبياء،والموضع الذي لم يذكر فيه(من) إنما هو لقوم مخصوصين ليس فيهم الأنبياء،ألا ترى إلى قوله تعالى في سورة براءة: ( والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار) ( التوبة :100) .. إذ لا موضع في القرآن الكريم ذكرت فيه الجنات وجري الأنهار تحتها إلا دخلته
( من ) سوى الموضوع الذي ينطبق ذكر الموعودين فيه على الأنبياء – عليهم السلام-.
" وهذه العبارة في مجموعها كناية عن التنعم والرفاهية ، وفي إسناد الجريان للأنهار مجاز عقلي علاقته المكانية، لأن النهر هو مكان جري الماء، وسره البلاغي تصوير سرعة جري الماء، حتى لكأن أماكن سيلانه هي التي تجري، ويتولد عن هذا كناية لطيفة، وهي عذوبة الماء لتجدده وعدم ركوده".
الخلاصة: عند ذكر الجنات مع كلمة (من) يكون الخطاب للمؤمنين عامة، ولا سيّما الأنبياء والرسل- عليهم السلام- أشرف الخلق أجمعين. وإذا حذفت كلمة (من) كان الخطاب لجماعة مخصوصة، وهم السابقون الأولون من المؤمنين. ولا موضع في القرآن ذكرت فيه الجنات وجري الأنهار تحتها إلا دخله (من) سوى ما جاء في آية التوبة، حيث لم ينطبق ذكر الموعودين فيه على الأنبياء، بل خصّ بالسابقين الأولين فقط. والله تعالى أعلم بمراده.
-
قلائد الحمد تقول:
11 Nov 2006 08:19 PM
مشاركة: من بلاغة القرآن
بارك الله فيك
جعلنا الله واياكم من اهل الجنة
-
بدر رشيد تقول:
13 Nov 2006 10:22 PM
مشاركة: من بلاغة القرآن