السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من سيرة الصحابه والتابعين رضي الله عنهم
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أبو بكر الصديق ، السابق الى التصديق ، الملقب بالعتيق ، المؤيد من الله بالتوفيق ،
صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الحضر والأسفار ، ورفيقه الشفيق في جميع
الأطوار ، وضجيعه بعد الموت في الروضه المحفوفة بالأنوار ، المخصوص في الذكر
الحكيم بمفخر فاق به كافة الأخيار ، وعامة الأبرار ، وبقى له شرفه على كرور
الأعصار ، ولم يسم الى ذروته همم أولي الأيد والأبصار ، حيث يقول عالم الأسرار
(( ثاني إثنين إذ هما في الغار )) التوبه - 40 - الى غير ذلك من الآيات والآثار
ومشهور النصوص الوارده فيه والأخبار ، التي غدت كالشمس في الأنتشار ،
وفضل كل من فاضل ، وفاق كل من حاول وناضل ، ونزل فيه (( لا يستوي منكم
من أنفق من قبل الفتح وقاتل )) الحديد -10 - توحد الصديق من الأحوال بالتحقيق
وأختار الأختيار من الله حين دعاه الى الطريق ، فتجرد من الأموال والأعراض
وإنتصب في قيام التوحيد للتهدف والأغراض ، صار للمحن هدفا وللبلاء غرضا
وزهد فيما عز له جوهرا كان أو عرضا ، تفرد بالحق عن الألتفات الى الخلق ،
وقد قيل إن التصوف الأعتصام بالحقائق ، عند إختلاف الطرائق .
حدثنا أبو بكر بن خلاد ، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، حدثنا يحيى بن بكير
قال :- حدثنا الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن بن شهاب :- قال أخبرني أبو سلمه
بن عبد الرحمن عن بن عباس :- أن أبا بكر رضي الله عنه خرج حين توفي رسول
الله صلى الله عليه وسلم وعمر يكلم الناس فقال إجلس ياعمر فأبى عمر أن يجلس
فقال إجلس ياعمر ، فتشهد فقال :- أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا
قد مات ، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، إن الله تعالى قال
(( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل إنقلبتم على
أعقابكم )) الآيه 144 آل عمران قال :- والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله عز وجل
أنزل هذه الآيه حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم فما نسمع بشرا من
الناس إلا يتلوها . قال بن شهاب :- أخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال :- والله إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي
وحتى أهويت الى الأرض وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد مات . قال الشيخ رحمه الله :- وكان رضي الله عنه يتوصل بعز
الوفاء ، الى أسنى مواقف الصفاء . وقد قيل إن التصوف تفرد العبد ، بالصمد الفرد .
أخوكم الرافدين