السلام عليكم ورحمة الله
الأخلاق هي التي تسير حياتنا جميعاً .. سواء كنا مسلمين أو غير ذلك
وتختلف الأخلاق حسب البيئة التي يتواجد بها الشخص .. وأيضًا مع الأشخاص
الذي هو معهم ..
أحيانًا نرى إن تعاملنا مع الناس يبين لنا معنى الأخلاق وما هي الأخلاق
بالأحرى نختبر قوة هذه الأخلاق علينا وعليهم ..
فالناس مختلفين بطباعهم وأساليب حياتهم وطرق معيشتهم .. فربما ترى الفقير الذي لا يملك مبلغ لتوفير وجبة واحده يتصف بالأخلاق الراقية العالية وأوله الأخلاق مع ربه ..
فلا يتأفف ولا يكفر .. بل يحمد ربه ويشكر .. ويأتي ذاك الغني المقتدر لا يعجبة شيء
ولا تعجبة وجبة الطعام ..
لا أريد الخوض في الأخلاق والأدب مع الله .. فكل إنسان له الحرية في التعامل مع ربه
بما يرى من نظرة خاصه به .. وأنا وغيري لا نملك الحق على ذلك ..
إنما أريد بيان الأخلاق بين الناس وتعاملهم مع بعض .. فربما يقول قائل .. لا عليكِ
أنتِ تعاملي مع الناس بأخلاقكِ .. ولا يهم شيء أخر .. هذا صحيح نعم لكن ..
الناس تحب أن تُعامل كما تعامل .. نضرب مثال سريع: لو كنت أنت تحب أن يخبرك الأخر بماذا أخطأت في خطابك أمام مدير الشركة .. لكن لم يخبرك زميلك لأنه لا يريد ذلك
أو بالمعنى الصحيح مجرد عناد .. ثم يلقي هو خطاب ويطلب منك أن تخبره بما أخطأ
حتى يطور نفسه ومن أدائه .. وهناك أمثلة كثـيرة جداً جداً ..
ربما الأخلاق ليست حكراً على المسلمين .. لكن أليس المسلمين هم من يجب أن يكونوا
ذو أخلاق .. أخلاق يميزها الإنسان الغير مسلم قبل المسلم *!
يأتيك من يقول عن نفسه ملتزم .. وهو لا يتصف بالأخلاق ! ولا حتى يعرف طريقها
لكن .. لكن يعرف طريقها متى إشتهت نفسه للوصول لما يريد ..
وتلقاه عبوس الوجه لا يضحك .. يكذب .. يتعامل بالربا .. لا يعفو ولا يسامح ..
خائن لعهده .. لا يصل رحمه .. منافق .. إلخ
وتم يأتيك الغير ملتزم .. أخلاق تخجل منها .. حُسن تعامل حتى مع عامل النظافة
يسلم على من يعرف ولا يعرف .. بأخلاقه يصل لمفاتيح قلبك ..
وللعلم أنا لا أحدد الإلتزام بالأخلاق .. فهناك من هم مجوس ولديهم أخلاق
فالأخلاق لا ترتبط بالإسلام فقط .. الإسلام زادها وحث عليها وسيّر حياتنا عليها
فنحن بلا أخلاق .. كالحديقة من غير ورد ( ورد أصفر للعلم فقط )
ومن أكثر الناس خبرة في التعامل مع الغير هم الشخصيات الإجتماعية أو التي لها علاقات كثيرة .. ربما يخطئ مره .. مرتين .. ثلاث .. لكن التجربة أفضل ألف مره من قراءة كتاب عن الأخلاق .. التجربة أو الموقف يعطيك قدره عجيبة على التعامل وتطبيق كل ما تعلمته تطبيق عملي بحت ..
أذكر قبل فترة ليست بقصيرة إشتركت مع مجموعة من الأخوان والأخوات لعمل يتطلب تعامل مع مجموعة متنوعة من الناس في الأسواق .. المستشفيات .. الوزرات
هذه الفترة كانت تقريباً لمدة 3 أشهر .. أعتبر هذه الثلاث أشهر علمتني أكثر من
مجموعة الكتب التي أملكها في تطوير الذات والتعامل مع الأخرين .. إلخ
فالخبرة لا تأتي من كتاب .. ولا مجلد أبداً .. بل التجربة السابقة لها دور فعال في تطوير التعامل بالأخلاق وغيرها .. والشاهد هنا .. ليس كل من يقرأ كتاب تكون له القدرة والسيطرة على نفسه وأخلاقة بل الخبرة السابقة تغني ألف مره عن مليون كتاب
وكل فرد يتميز عن غيرة بخُلق معين ويكون متميز به .. طبعًا خُلق سلبي أو إيجابي
فتقول .. فلان .. يقول .. ماشاء الله أخلاقة لا يُعلى عليها .. ويقول الأخر .. علان
يقول .. أوف هذا الكذاب .. فالخُلق يكون ملاصق للشخص كملاصقة النواب لكراسي المجلس ..
الأخلاق .. الأخلاق .. الأخلاق ..عندما يطلق هذا الإسم .. أول ما أذكره وربما مثلي كثيرأذكر حبيبي وشفيعي محمد صلى الله عليه وسلم .. فهو منبع الأخلاق وهو الصادق الأمين .. جمعنا الله وإياه في الفردوس الأعلى وجعلنا ممن يُحشر معه ..
لكن .. هل الأخلاق مهمه !؟ ولماذا الكل يتكلم عن الأخلاق ؟ وما هي الأخلاق ؟
وهل هناك فعلاً أخلاق ؟ ولماذا هذا الإهتمام بالأخلاق !؟ وهل الأخلاق ترتبط ربطًا كلياً بالإسلام ؟
مقتبس