رسالة: من الخنازير إلى البشر!!
الشيخ : نبيل العوضي
ما بال الأبقار جنت؟!
ما لها الطيور مرضت وفسدت؟!
ماذا يحدث للخنازير وكيف ثارت؟!
ما الذي ينتظرنا من الحيوانات ليعلن حربه على بني البشر؟ هل الدور سيكون على الأغنام أم على الابل أم ان الاسماك ستقرر الانتحار كما فعل بعضها من قبل؟!
البشر هم السبب في كل فساد يحصل على هذه الارض، فساد البحر وما يحتويه، فساد اليابسة وما تحمل، فساد الهواء وما يحوي، فساد الارض بحيواناتها وهوائها وبحارها وانهارها ونباتاتها واشجارها بسبب فساد الناس وظلمهم، قال تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}.
من الذي أفسد الهواء وخرق طبقة الاوزون وغير المناخ الذي ينذر بكوارث طبيعية قد ترجعنا الى الوراء آلاف السنين؟! أليس هو الإنسان؟! من الذي دمر الغابات واحرق وقطع اشجارها وقتل حيواناتها الا الإنسان؟! من الذي لوث البحار بنفاياته وتجاربه الكيميائية والنووية وأهلك البيئة البحرية الا الإنسان؟! من الذي أطعم الطيور والابقار طعاما فاسدا لزيادة ارباحه وامواله وتسبب بأمراضها الا الإنسان؟! من الذي صنع الاسلحة المدمرة واشعل الحروب واحرق الارض بما عليها الا الإنسان؟ من الذي يهلك الحرث والنسل؟ أليس هو الإنسان؟!
كل ما يحصل اليوم من دمار وكوارث وازمات على الارض وتعداها الى السماء هو بسبب الإنسان وما اقترفت يداه.
هذه الاسباب المادية المباشرة، وهناك اسباب اعظم واخطر تسبب الكوارث الطبيعية والازمات العالمية، واهمها «الظلم»، ظلم الإنسان لاخيه الإنسان الذي استشرى في الارض بغير رادع ولا نكير، حتى صارت المنظمات العالمية تقود الظلم للبشرية وترعاه، وصار بعض الساسة الاثرياء في العالم يتحكمون في مصير مليارات البشر، فلا عزاء للاطفال العزل في بلاد وضع الظالمون انظارهم على خيراتها، ولا كرامة للبشر اذا كانوا عائقا امام «شرذمة» تريد تحقيق مصالحها، وليذهب الناس كلهم للجحيم لتعيش حفنة منهم في النعيم!! هذا هو منطق البشر اليوم، العدل شعار يتغنى به الجميع والظلم هو الواقع الأليم.
العالم كله يرى عشرات الالوف في افغانستان يقصفون بشتى انواع الاسلحة المحرمة، ومليون طفل عراقي يموت جوعا ثم مليون عراقي يموت قتلا بأسوأ الاسلحة واخطرها وكل هذا تحت غطاء ما يسمى «الشرعية الدولية»، وعشرات السنين والاطفال والنساء والشيوخ في فلسطين يذبحون شر ذبحة، وجياع افريقيا يئنون حتى الموت والعالم ينظر ويتفرج، .. مشاهد ومشاهد.. وصلت حدا لا يمكن ان يطيقه الاحياء، فان كان البشر صامتين فان البهائم والحيوانات لن تسكت وستظل تثور حتى يقف الظالمون عند حدودهم او يترك البشر الارض تعيش بنظامها الطبيعي وتستقر بالقدر الالهي العادل.
كلما تجاوز الإنسان بظلمه فليرتقب كوارث عظيمة لن تقتصر على الظالمين فقط بل ستعم الجميع، قال تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}، فاما ان يتحرك عقلاء العالم لاخذ دفة القيادة ممن يقودها اليوم للهاوية او لننتظر الهلاك العام، والغرق الجماعي الذي لا ينفع فيه ندم ولا استغاثة، فدولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة.
بقلم : الشيخ نبيل العوضي