بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل حقاً أن الفضول هو أساس المعرفة ؟
لماذا يكون الفضول عند الأطفال أكثر منه عند الكبار ؟
هل سبب هذا يعود إلى أن الكبار أصبحوا أكثر معرفة من ذي قبل ؟
لماذا يتوقف الإنسان عن الفضول أو على الأقل يقل شغفه لذلك عندما يكبر ؟ هل هذا هو سبب تأخرنا ؟
هذه الأسئلة و غيرها هي المدخل إلى المعرفة الحقيقية ، المعرفة العملية ، و ليست المعرفة النظرية .
يركز علماء الاجتماع و النفس الحديث على عدم قتل روح الفضول عند الأطفال و تركهم ليكتشفوا عوالمهم بانفسهم ، فمن يعتاد على أن تأتيه المعلومة جاهزة من والديه أو محيطه ، يموت معه مع الوقت حب الاطلاع و الفضول .
الأمر يتعلق أيضاً بقول عظيم لآينشتاين ( الخيال أهم من المعرفة ) ، كيف هذا ؟ كيف يكون الخيال أفضل من المعرفة ؟
نعم الخيال أهم من المعرفة ؛ لأن اعتقادنا بأننا نعلم الحقائق والمعارف يجمدنا و يحجرنا ، فلن يبدع الإنسان إلا إذا ذهب إلى الخيال ، و الخيال هو أنك تفترض أن المعرفة التي أنت عليها الآن غير موجودة ، فتتخيل لنفسك معرفة أخرى غيرها و تحاول أن تعمل ضمن حدود هذه المعرفة التخيلية ، و هنا يحدث الإبداع ، فأنت تبدع ؛ لأنك لم تفكر بطريقة تقليدية .
><><><><><><><><><><><><
{ تفاحة نيوتن }
هناك قول مشهور : سقطت التفاحة ، فهتف الجميع : سقطت التفاحة
إلا نيوتن قال : كيف سقطت التفاحة؟!
بينما كانَ يأخذُ قيلولته تحت ظل شجرةِ التفاحِ الوارفة .. سقطت تفاحة ما قريباً من رأس إسحاق نيوتن ، حينها فقط أدرك مكتشفه لقانون الجاذبية ، بعد سيل من الأسئلة الفلسفية التي ضربت في رأسه ، تبدأ من السؤال الملتبس مَنْ جذبَ مَنْ ؟ التفاحة الأرض أم الأرض التفاحة ؟
{ آينشتاين الفضولي }
من أشهر أقواله :
( ليس لدي أية موهبة خاصة ، و لكنني فضولي بمعاناة )
( أنا لست موهوب ، أنا فضولي )
ألبرت آينشتاين عالم فيزيائي قضى حياته في محاولة لفهم قوانين الكون .
كان آينشتاين يسأل الكثير من الأسئلة المتعلقة بالكون و يقوم بعمل التجارب داخل عقله .
أهدى له والده بوصلة صغيرة في عيد ميلاده العاشر و كان لها الأثر البالغ في نفسه و بإبرتها المغناطيسية التي تشير دائماً إلى الشمال و الجنوب و استخلص هذا الطفل بعد تأمل عميق أن الفضاء ليس خالياً و لا بد و أن فيه ما يحرك الأجسام و يجعلها تدور في نسق معين .
تعلق آينشتاين في شبابه بعلم الطبيعة و الرياضيات و برع فيهما في البيت و ليس في المدرسة و وجد متعة في علم الهندسة و حل مسائلها .
و كان كثيراً ما يحرج أساتذة الرياضيات لتفوقه عليهم و طرده أحد الأساتذة من المدرسة قائلاً له
( أن وجودك في المدرسة يهدم احترام التلاميذ لي )
إذاً ..
الفضول و الخيال هو الذي دفع آينشتاين للوصول إلى نظريته النسبية
{ مصباح أديسون }
أديسون الذي لم يتعلم في مدارس الدولة إلا ثلاثة أشهر فقط ، فقد وجده ناظر المدرسة طفلاً بليداً متخلفاً عقلياً !!كيف أصبح مخترع ؟؟
كان لإختراع المصباح الكهربائي قصة مؤثرة في حياة أديسون ، ففي أحد الأيام مرضت والدته مرض شديد و قد استلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها ، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظراً لعدم وجود الضوء الكافي ، و اضطر للانتظار للصباح لكي يجري العملية لها ، و من هنا تولد الإصرار عند أديسون لكي يضيء الليل بضوء مبهر فأنكب على تجاربه و محاولاته العديدة من أجل تنفيذ فكرته حتى أنه خاض أكثر من 900 تجربة في إطار سعيه من أجل نجاح اختراعه ، و قال عندما تكرر فشله في تجاربه ( هذا عظيم .. لقد أثبتنا أن هذه أيضاً وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلم به ) و على الرغم من تكرار الفشل للتجارب إلا أنه لم ييأس و واصل عمله بمنتهى الهمة باذلاً المزيد من الجهد إلى أن كلل تعبه بالنجاح فتم اختراع المصباح الكهربائي في عام 1887م .
><><><><><><><><><><><><
و من هذا المنطلق ، نبدأ رحلة الفضول و الاستكشاف ..
كثيرٌ من الظواهر الطبيعية التي تحدث ، نراها ، نسمع عنها ، و لكن هل فكّر أحدكم أن يبحث عن سببها ؟ كيف تحدث ؟ و لماذا ؟
البعض تراوده مجموعة من التساؤلات ، و لكن سرعان ما يتجاهلها
هُنا ...
مساحة للفضول و البحث ، و عرض التساؤلات العلمية
فلنبدأ بـ ( كيف يحدث هذا ؟ )
و ننتهي بمخزون وافر من المعلومات
إن لم تواتينا الفرصة في البحث عن الجديد ، بإمكاننا تزويد عقولنا بما اكتشفه العلماء ، فالعلم لم يتطور ليُهمل
بانتظار مشاركاتكم