الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال تعالى: { ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم
أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم }[ الحجرات:12 ]، وقال
النبي صلى الله عليه وسلم : [ إذا قلت في الرجل ما فيه فقد اغتبته ، وإذا قلت ماليس
فيه فقد بهته ]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[ من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أ ليصمت ]. وفي رواية أن رجل إغتاب رجلاً
عند قتيبة بن مسلم فقال له : أمسك عليك أيها الرجل فوا لله لقد تلمظت بمضغة طالما
لفظتها الكرام ...
وروي أن محمد بن سيرين مرّ بقوم فقام إليه رجل منهم فقال: أبا بكر إنّا قد نلنا منك
فحللنا فقال: إني لا أحل ما حرم الله. وفي رواية أخرى عن محمد بن مسلم الطائفي
قال: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: بلغني أنك نلت مني، قال: نفسي أعز من ذلك..
ويروى أن رجلاً عاب رجلاً عند بعض الأشراف فقال له: قد استللت على كثرة عيوبك
بما تكثر من عيوب الناس لأن طالب العيوب إنما يطلبها بقدر ما فيه منها أما سمعت قول
الشاعر:
لاتهتكن من مساوئ الناس ما ستروا +++ فيهتك الله ستراً من مساويكا
وقال آخر :
لاتنه عن خلـق وتـأتي بمثلــه +++ عار عليك إذا فعلت عظيم
وابدأ بنفسك وانهها عن غيها +++ فإن انتهت عنه فأنت حكيم
وقال الحسن البصري لا غيبة في ثلاثة :
* فاسق مجاهر...
* وإمام جائر...
* وصاحب بدعة لم يدع بدعته ..
وعن رد الغيبة !
أمر الله سبحانه وتعالى من سمع غيبة محرمة بردها والإنكار على قائلها
، فأن عجز أو لم يقبل منه فارق ذلك المجلس عملاً بقوله تعالى: { وإذا سمعوا
اللغو أعرضوا عنه}[القصص:55]، وقال البني الكريم صلى الله عليه وسلم:
[ من رد عن عرض أخيه ، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ] . وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: [ أتدرون ما الغيبة ؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل:
أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن
لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ].
--------------------------------------------------------
*- نزهة الحكماء/ محيي الدين عبد الواحد