لحظة الوداع من هذه الدنيا
حاصلة والله المستعان ونحن في اشد الغفلة عنها
لكن برحمة الله العظيم الذي علم ضعف البشر ـ جعل لنا محك ـ نودع به الدنيا وهو نقطة الخطر اما السعادة او الشقاوة
ودليل هذا المحك ـ هو استطاعتك ان تودع الدنيا وتستقبل الاخرة ـ بكلمة التوحيد ـ
وهو اعظم مايهتم به المرء ـ
في تصحيح عقيدته ـ وتقوية اواصر الصلة بالرب سبحانه ـ
بتقوية الايمان بالعمل الصالح واجتناب المعاصي والله المستعان .
قرات في كتاب هذه الكلمات الماثورة عن سلفنا الصالح فاحببت نقلها لنا ولكم لعل الله ان ينفع بها
ـ وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ـ
المؤمن لابد ان يسيطر عليه الخوف من سوء الخاتمة والحذر من اسبابها , وهكذا كان الصالحون يخشون سوء الخاتمة ويسألون الله ان يتوفاهم على الاسلام .
ومن ذلك ماحكاه الله عن يوسف عليه السلام انه قال حين جمعه الله بابويه واخوته
قال : (( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين )) *
* بكى سفيان الثوري ليلة الى الصباح فقيل له :
ابكاؤك هذا على الذنوب ؟
فأخذ تبنة من الارض وقال :
الذنوب اهون من هذه , انما ابكي خوف سوء الخاتمة .
وقال ابن ابي جمرة في شان الخاتمة :
( هذه التي قطعت اعناق الرجال مع ماهم فيه من حسن الحال لانهم لايدرون بماذايختم لهم )قال احد ائمة السلف :
واعلم انه ينبغي للعبد انه تصحبه الشفقة ابدا ما صحب الدنيا , لانه لايدري على مايموت وبم يختم له , وعلى مايلقى الله عزوجل . وان عمل لكل عمل من الخير .
وقال الامام ابن بطة
اعلموا رحمنا الله وياكم ان من شان المؤمنين وصفاتهم وجود الايمان فيهم , ودوام الاشفاق على ايمانهم وشدة الحذر علىاديانهم فقلوبهم وجلة من خوف السلب , قد احاط بهم الوجل , لايدرون ما الله صانع بهم في بقية اعمارهم , حذرين من التزكية , متبعين لما امرهم به مولاهم الكريم حيث يقول :
(( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت )) فحالهم :: ،، ____ والذين يؤتون مااتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون ــ
فهم يعملون الصالحات ويخافون سلبها والرجوع عنها , ويجانبون الفواحش والمنكرات وهم وجلون من مواقعتها , وبذلك جاءت السنة عن المصطفى عليه الصلاة والسلام .
الوســـــــــــــــــــــــــائل التي تعين على الثبات
** الدعاء السلاح الامضى والعامل الاقوى , وحسبك النبي صلى الله عليه وسلم يكثر , ويعلم امته
(( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
(( ياولي الاسلام واهله ثبتني به حتى القاك ))
والله عزوجل يحبك ان تدعوه ـــ سبحانه ـــ الغني الودود ــــ يحبك ان تناجيه وتخشع له بطلب الهداية
ـــ ياعبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم ـــ
** تدبر القران مصدر عظيم للثبات , والهداية والنور وشفاء للقلوب والابدان ....
ــــ وكلا نقص عليك من انباء الرسل مانثبت به فؤادك ــــ
** حسن الصلة بالله بسلامة العقيدة والثبات على منهج النبوة .....واتباع السلف الصالح .....وبعد ذلك الاعتصام بالله .
ــــ يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ــــ
** المداومة على العمل الصالح
ـــ احب الاعما ل الى الله ادومها وان قل ـــ
والمداومة على العمل الصالح تحول العمل لدى المرء الى عادة وامر يالفه يتحول جزءا من حياته فبعد ان كان يجاهد نفسه ويتكلفه , صارعادة يشق عليه تركها , والاخلال بها وحين يكون له رصيد من العمل الصالح يداوم عليه ــــ تلاوة , صلاة , صيام , ذكر , ..... ولايخل به فان هذا سيجعله باذن الله يعيش في جو الصلاح والاستقامة والخير , وحين يصيبه ما يصيبه من فتور وضعف فسوف تكون هذه الاعمال التي يحافظ عليها في اليوم والليلة مدعاة لاستفاقته ورجوعه وتدارك نفسه ـ
............................................... واخيرا هذا غيض من فيض , والله المستعان وعليه التكلان
ـــــ فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين ـــ