بسم الله الرحمن الرحيم
قال العزيز الجبار(( كل نفس ذائقة الموت))
صدق الله العظيم
نداء الموت
ذكر في بعض الأخبار أن الميت ينادى إذا وضع على المغتسل
أين لسانك الفصيح ؟ ما أسكتك؟
أين صوتك الشجي؟ ما أخرسك؟
أين ريحك العطر؟ ما أنتنك؟
أين حركاتك؟ ما أسكتك؟
أين أموالك الكثيرة؟ ما أفقرك؟
الويل لك أن كنت عاصيا|"
والبشرى لك إن كنت طائعا"
وتنادي الملائكة إذا وضع في القبر
يا عبد الله أنت تركت الدنيا ؟ أم الدنيا تركتك؟
أنت جمعت الدنيا ؟ أم الدنيا جمعتك؟
أنت استعددت للمنية؟ أم المنية عاصفتك؟
خلقت من التراب واعدت للتراب
خلقت من التراب بغير ذنب" وعدت إلى التراب ولي ذنوب
فمالي لا أجاهد في خلاصي بعزم للمعاصي لا أتوب
ومالي أثقلت ظهري ذنوب ومنها لا أمل ولا أنيب
ومالي لا ارق لسوء حالي ومن نفسي علي غدا" رقيب
فيا من ليس لي رب سواه عليم بالذي ادعوا يجيب
تجاوز يا الهي عن ضعيف بغفران لعلي عسى أتوب
وهب لي ذلتي وعظيم جرمي فأنت الواحد القريب
أخواني بالله لا تغفلوا عن ذكر الموت وتفكروا فيه قبل الفوت فوالله ما بين أحدكم وبين طول آلا سف
والندامة على ما قد سلف إلا إن تنزل به المنية غدوة أو عشية فعظ نفسك قبل حلول الرزية
وقيل في قوله تعالى
(وانفقوا مما رزقناكم من قبل إن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى اجل قريب)
قيل الأجل القريب عند كشف الغطاء يقول العبد عند الموت
يا ملك الموت أخرني يوما اعمل فيه صالحا" لنفسي
فيقول ملك الموت فنيت الأيام فلا يوم" فيقول أخرني ساعة ؟ فيقول فنيت الساعات فلا ساعة
فيقول اتركني أتكلم ؟ فيقول فرغ كلامك فلا كلام
فتبلغ الروح الحلقوم فتقطع الأوقات والأعمال ويبقى عدد الأنفاس ليشهد فيها المعاينة عند كشف الغطاء فيحتد بصره فإذا كان أخر نفس زهقت نفسه فيدركه ما سبقت له من شقاوة أو سعادة
تفكر في مشيبك والمآب ودفنك بعد عزك بالتراب
إذا وافيت قبرا" أنت فيه تقيم به إلى يوم الحساب
وفي أوصال جسمك حين تبقى مقطعة ممزقة الاهاب
فلولا القبر صار عليك سترا" لأنتنت الاباطح والروابي
خلقت من التراب فصرت حيا" وعلمت الفصيح من الخطاب
فطلق هذه الدنيا ثلاثا" وبادر قبل موتك بالمتاب
نصحتك فاستمع قولي ونصحي فمثلك قد يدل على الصواب
خلقنا للممات ولو تركنا لضاق بنا الفسيح من الرحاب