طالعتنا بعض الصحف ببعض الصور وعند رؤيتي لها دمعت عيني فرآني الأهل وقالوا: مالك؟ أمات غال أو عزيز عليك؟ فقلت نعم لقد مات عزيز وغال عليَّ في النيبال فقالوا لي: في النيبال؟ من هذا الذي لا نعرفه؟ فقلت لهم هذا.. وأشرت إلى المسجد المحروق، حيث توقفت العبادة فيه وحرق كلام الله "القرآن" ودُنس المسجد لا لشي إلا لجهل هؤلاء الناس، وهو رد بالمثل على جهال المسلمين حين أرادوا إبعاد هذه الدولة عن العراق، لم يتصوروا أن الأمر سيصبح أعظم من ذلك وهو حرق بيت من بيوت الله، ومحاربة الإسلام ومهاجمة كل ما هو مسلم أو عربي، ويا ليت من أمروا بفعل ذلك استمعوا إلى هذه الآية التي تنهى عن سب آلهة الكفار فيسبوا الله وهم لا يعلمون:<font color=#990033><font face='traditional arabic' size=4>﴿</font> ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم <font face='traditional arabic' size=4>﴾</font></font>(الأنعام:108).
أرجو من الله ثم من الذين قاموا بهذه الأعمال الرجوع إلى التاريخ وإلى خير القرون قرن النبي { وصحابته والتابعين، فترى النبي { لم يقتل عبدالله بن سلول ولم يقتل حاطب ابن أبي بلتعة، ولم يقتل المشركين عند فتح مكة، بل أجار من أجاره الصحابة "أم هانئ"، ولم يتوقف الأمر على خير البرية، إنما كان خلفاؤه كذلك، فهذا عمر على سبيل المثال يخصص لهم "أهل الكتاب" رواتب شهرية من مال الصدقة، وهذا عمر بن عبدالعزيز يفك الحصار عن القسطنطينية لأن الأبرياء من المدنيين ماتوا بلا ذنب إلا أنهم من سكان هذه المنطقة.
أقول: إن المسلمين الآن انشغلوا أو تشاغلوا عن الهدف الحقيقي، الذي هاجر من أجله رسول الله {، من مكة إلى المدينة مع صحابته ألا وهو قل<font color=#990033><font face='traditional arabic' size=4>﴿</font> هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن \تبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين <font face='traditional arabic' size=4>﴾</font></font>108 (يوسف).
فراج شبيب العجمي الكويت