كيف يعامل الرجل زوجته0
الحياة الزوجية ليست مسرحية يؤدي فيها كل من الزوجين دوره وينصرف إلى حال سبيله ، ثم لا يبقى في وجدانه شيء من هذا الدور.... وإنما هي واقع لا خيال ، وحقيقة لا تصور 0
وحركات كل من الزوجين نابعة من عقله وقلبه ونفسه وشعوره0
والمراحل التي سبقت الزفاف كانت العواطف تصبغ فيها تصرفات الخطيبين ، وكانت مراحل مجنحة بعيدة عن أرض الواقع... أما بعد الزفاف فلم يعد شيء وخبوءآ في طباع الزوجين...
كل منهما يتصرف ما تمليه عليه فطرته وتربيته وثقافته وبيئته.
ولإسلام لم يترك ملا الزوجين يتصرف بلا ضوابط ولا حدود ، وانما وضع ضوابط وحدودآ لما ينبغي أن تكون عليه الحياة الزوجية ، حتى لا تجنح سفينتها ، أو تهتز اهتزازآ عنيفآ أمام الأعاصير والرياح0
أن من محاسن الإسلام ومزاياه أنه وزع أعباء الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة بمقادير متعدلة ، لا ظلم فيها ولا اجحاف0
منح الرجل القوامة على امرأته ليكفل لادارة البيت قيادة أمينة0 قيادة دستورها الرحمة والمودة والألفة والعطف والايثار0
( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ) 0
والرجل بحكم تكوينه قادر على تحمل الأعباء أكثر من المرأة 0 ولذلك أسند إليه الاسلام أمر القيادة ، لأنه يحتكم إلى عقله ، لا إلي عاطفته ، ويسوس الأمور بحكمة واقتدار0
وليس هذا عيبآ في المرأة ، ولا غضآ من شأنها ، فهي بكم أنوثتها وحساسيتها المفرطة ، لا تصلح لرياسة البيت ، وان كانت تصلح لما يعادل الرياسة في كثير من الأمور 0
فمن فهم القوامة على أنها جبروت وتسلط فقد أخطأ فهم الاسلام0
فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو المثل الأعلى لكل مسلم ، كان أرق الناس في معاملة نسائه ولا يجد غضاضة في استشارتهن إذا حزبه أمر ، وكان يقابل غضبهن بالعفو والتسامح0
وهو القائل : خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي0
فماذا كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته لكي تتأسى به ، ويعطي كل منا زوجته حقها ، حتى لا يكون خارجآ على سنة الرسول0
تعالوا نستمع معآ إلي السيدة عائشة رضي الله عنها وهي ترد على من سألها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته 0 قالت:
انه يكون في مهنة أهله : يقم بيته ، ويرفو ثوبه ، ويخصف نعله ، ويحلب شاته000
أي يقوم بكل أعمال البيت من نظافة ، وترقيع الثياب ، وإصلاح ما تقطع من النعل ، وحلب اللبن من الشاة0
ماذا كان في البيئة العربية من أعمال في البيت غير هذه الأعمال ؟
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤديها عن طيب خاطر0 ولا يجد حرجآ ولا غضاضة في ذلك0
ومجتمعنا اليوم في الاسلام يتواصى بالنساء خيرى0 فالنساء مكانة عظمى ، وأهمية كبرى بالنسبة لهذا المجتمع0
أذآ من الذي يأمرنا بالتواصي ؟
انه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، بل يتكلم دائمآ بالهام من ربه0
ونمضي مع حقوق النساء كما وضعها المشرع الأعظم ، صلوات الله وسلامه عليه0
سأله يومآ معاوية بن حيدة :
ما حق زوجة أحدنا عليه ؟
هذا السائل يريد أن يعرف حق زوجته حتى لا يظلمها ، فيتخاصما أمام الله يوم القيامة0
ويريد في الوقت نفسه أن يعرف كل مسلم حق زوجته عليه0 ليضمن للنساء العدل في بيوتهن
فقد كان الصحابة يستفسرون من الرسول عن كل شيء0 حتى عن صغائر الأمور ، لكي لا يرتكب أحدهم لمما أو هنة هينة0
فماذا قال الرسول لمعاوية بن حيدة0
رتب حق المرأة في خمسة أشياء ... قال له :
أن تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت0
أن الاسلام أمر الرجل بكساة المرأة لستر جسدها من رأسها حتى أخمص قدميها000 ولم يسمح لها إلا بكشف الوجه واليدين فقط0
كما يسمح لها بالتعطر إلا لزوجها00 فإذا تعطرت ليشم الرجال رائحتها فهي زانية وكل عين تتبعتها بنظراتها الزائغة زانية0
لأن النظر تصيب القلب بسهم قاتل ، ولا يتوقى الإنسان هذه الإصابة إلا بغض البصر0
واذا كان من حق المرأة على الرجل أن يحميها حتى ولو قتل ، وهو يدافع عنها ، ويموت شهيدآ ، فان من حقه أيضآ أن يحمي المرأة من نفسها0 من رغبتها الجامحة في إثارة الرجال 0 من قمع غرورها ومحاولتها أن تكون محط أنظار المشاهدين0
واذا كان من حق الزوجة أن يطعمها زوجها اذا طعم ، وأن يكسوها اذا اكتس ، فان من حقه عليها ألا تبذل في ثيابها اذا خرجت من البيت ، وألا تتخلع في مشيتها إذ سارت في لشارع وألا تتبرج إلا له 0
ولحمد لله رب العلمين وصلى الله على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وتسليم0