[align=center]السلام عليكم
الطـمــــوح ..
إن من أهم عوامل نجاح الإنسان في الحياة والوصول إلى المراتب العليا والدرجات القصوى منه اتصافه بصفة الطموح .
الطموح الذي عرفه العظماء وسعوا إليه .. الطموح الذي يرتقي بصاحبه ويدفعه إلى الأمام .. الطموح الذي تتمناه الأمم لأبنائها .. الطموح الذي لا يستوعبه الصغار ...
نعم ، فإن الإنسان الذي ليس لديه طموحات يسعى إلى تحقيقها إنما هو إنسان فارغ من المعاني الحقيقية التي خلق لأجلها .
كيف لا يكون كذلك ، والله قد ألقى على عاتقه مسؤولية الخلافة في الأرض التي عبر عنها بالأمانة في قوله :
" إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان "
فأنى له أن يؤديها إذا لم يكن مليئا بالطموحات الصادقة ؟
فلا بد للإنسان من أن يكون طموحا إلى الخيرات ، وإلى الارتقاء بنفسه إلى معالي الأمور. ففي مجال العلم والمعرفة عليه أن يبني له قاعدة واسعة في أغلب الفنون والمجالات ؛ كعلوم الشريعة واللغة والتاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية والسياسة وغيرها مما يمكن أن نسميها الثقافة العامة .
وفي مجال العمل عليه أن يطمح إلى الحصول على أعلى المناصب وأفضلها ؛ ليكون شخصية قيادية في أمته لا أن يكون تابعا لغيره ، فإن الإنسان القائد هو الذي يملي على الناس آرائه وأفكاره ، فينفع بذلك نفسه وينفع غيره .
وفي مجال التعامل مع الغير عليه أن يطمح إلى تكوين علاقات حميمة وطيبة مع الجميع قدر الإمكان وفي حدود الشرع ، فإن جسور المحبة تيسر الوصول إلى الغايات إن كانت الوسائل مباحة .
وهكذا في شتى المجالات ..
فإذا اقتنع الإنسان بمثل هذه الطموحات وجعلها يقينا راسخا في نفسه ومدركا أهمية تطبيقها في الحياة ؛ انتقل إلى المرحلة الأخرى التي تليها وهي التطبيق في الواقع العملي الملموس وتمثيل ذلك في السلوك المعاش .
نعم ، فالطموحات التي لا يسعى صاحبها إلى تحقيقها إنما هي أمان كاذبة وخيالات سخيفة لا يلبث صاحبها إلا أن يرى الفشل الذريع يهجم على كل أمانيه؛ إذ أنه كان يظن أنه قد بنى ناطحات سحاب سوف يقطنها فإذا بها بقع سراب لا يتوقعها .
فعلى الإنسان أن يجمع دوما بين الطموح والسعي إلى تحقيقه ، حتى يحظى بالنجاح في الوصول إلى ما يصبو إليه، ويكون بذلك أهلا لتحمل الأمانة؛بل ويكون أهلا للوفاء بحقها .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .
إعداد الطالب :- أحمد بن نبهان الخروصي
[/align]