كتبهاإمارة القوقاز ، في 9 مايو 2010 الساعة: 20:09 م
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) 169 سورة آل عمران
في ليلة 25 مارس تعرضت أمتنا لخسارة كبيرة جديدة: بعد أن وقع في كمين، في معركة غير متكافئة إستشهد أمير ولاية كباردا، بلكاريا، كاراشاي المتحدة من إمارة القوقاز، سيف الله أبو عمران أنزور بن إلدار بن أستمير. الأمير سيف الله أنزور منذ 2005م وقف في مقدمة الجهاد القوقازي، وجماعة المؤمنين الذين يقاتلون الإحتلال الروسي في العديد من جوانبها متصلة بإسمه.
من الواضح، أن هذه الخسارة الكبيرة بالنسبة لنا هي أنه لم يعد موجدا بيننا. وبالتحديد، وسائل الدعوة إلى الإسلام التي كان يقوم بها الأمير سيف الله وأولئك الذين بدؤوا هذا العمل المقدس إلى جانبه، ثبتوا دين الله بقوة في كباردا، بلكاريا، كراشاي، حيث كان نشاط الملحيدن في النظام السوفيتي كان مدمرا لدرجة أن البعض إعتقد أن الإسلام لن ينهض مرة أخرى.
الأمير سيف الله بمشيئة وفضل الله سبحانه وتعالى حتى النهاية مضى على دربه إلى العظيم، بعد أن قدم كله شيء إليه سبحانه: بعد أن طلب العلم الإسلامي، وبعد أن دعا إلى الإسلام جميع الناس، وتزعم القتال من أجل كلمة الله، وبعد ذلك يصبح شهيدا (إن شاء الله) في سبيله. الله سبحانه وتعالى لعظيم فضله يقوي إيماننا ومعنوياتنا، يظهر لنا بأنه في أمتنا أناسا، مستعدون لتقديم كل شيء على الصراط المستقيم.
أنزور وأولئك، الذين بدؤوا الدعوة معه، قاموا بكل شيء في قوتهم حتى تعلو كلمة الله على أرض القوقاز، ولم يوقفهم طمع والمرتزقة من "الملالي الرسميين"، ولا تهديد وملاحقة أجهزة الأمن الروسية. وفقط السعي لإرضائه سبحانه حرضهم على العمل، كما في اليوم فقط الإخلاص لله هو الذي يحث على الصراع من أجل كلمة الله.
حتى عندما بدأت في كبادرا وبلكاريا القتل الجماعي، والتعذيب، وذبح المؤمنين، لم يمنع إخواننا المتحمسين من القيام بواجبهم أمام الله سبحانه وتعالى.
الأمير سيف الله أحب المؤمنين ويحترم حتى أهل الجاهلية. وأنعم الله سبحانه وتعالى عليه عقلا إستثنائيا وموهبة عالية. الأمير سيف الله لم يحز فقط على مستوى نادر من العلم الإسلامي على أرضنا، ولكن كذلك على قدرات عسكرية وسياسية بديعة.
الكفار والمرتدون، إن شاء الله، سيتذكرون لوقت طويل أكتوبر 2005م، عندما، لإسعاد حتى قليلي التدين من سكان كباردا وبلكاريا، حول المجاهدون تحت قيادته إلى رماد النظام الدموي للدكتاتورية العسكرية للشرطة الروسية في نالتشك.
عن طريق الإجراءات المحنكة للأمير سيف الله والمجاهدون الذين تحت قيادته، الله سبحانه وتعالى ليس فقط خفف من شدة لهيب عبيد الكفار الوقحين تماما، صار من الضروري إيقاف الإنتهاكات ضد المؤمنين.
إن سياسة قيادة ولاية كباردا، بلكاريا، كراشاي بمشيئة الله سبحانه وتعالى، توجهت نحو الإسلام، لتقاتل في سبيله سبحانه، من أجل جزء كبير من السكان، بالرغم من أنه حتى مؤخرا كباردا، بلكاريا، كاراشاي كانت من أكثر المناطق إلحادا في القوقاز. مجاهدو كباردا، بلكاريا، كاراشاي أجبروا الحكام المحليين للروس أن يفكروا في مصالح المسلمين، مهما كان ذلك كريها عليهم.
"نحن نعمل وفقا لبرنامج مختلف, لا يشترط النشاط العسكري في المرحلة الحالية. نحن لا نمارس العنف المفرط إلا عند الضرورة. نحن نحبذ تحويل الناس إلى السبيل الحق عوضا عن قتلهم". من حديث الأمير سيف الله مع مؤسسة جيمس تاون.
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) 104 سورة آل عمران
نحن نحزن على الأخ، والجندي، والقائد الكبير. ولكن نحن فخورون بمصيره. خلافا للكفار، الذين يحاولون يخفوا خسارة قادتهم العسكريين وكبار مسئوليهم، وحتى إذا تكلموا عن هذا، فعندها دائما يكون كلامهم غير مفهوم وعيون مسبلة. ونحن بجرأة وفخر نتكلم عن إستشهاد أمراءنا.
أولا، لأننا سعداء لهم، بأن رحلوا إلى أفضل مصير يمكن أن يكون لرجل. فهم ليسوا فقط جنودا وشهداء، ولكن كذلك حكاما صالحين، الذين بإستشهادهم يكونون، إن شاء الله، في أعلى الدرجات عند الله سبحانه وتعالى. فمصيرهم عظيم، إذ أن الله سبحانه وتعالى قد منحهم الشهادة!
ثانيا، نحن يمكننا أن نعلن مباشرة وبفخر أن قادتنا يقاتلون إلى جانبنا في الخطوط الأمامية، ويعانون معنا الحرمان والمخاطر، ونحن لا نخضع لأولئك، الذين يجلسون في الشبع، والدفئ، والأمن. وأخيرا نحن نرى أن الله سبحانه وتعالى ينعم بالشهادة على أمراءنا، وهذا يعني، بأننا على الدرب الصحيح ونرضي ربنا.
وما الذي لا يزال يحتاجه الإنسان الذي خلقه سبحانه من طين، الإنسان المتعطش لإغواء الشيطان الذي يرجم بالحجارة، لأن يسلك بسهولة الصراط المستقيم وأن يرجع إلى رب العالمين؟
في هذا العام بدأ الكفار تلاحق بنشاط منظري الجهاد. سواء أن أرهقوا قواتهم في محاولة يائسة ولا معنى لها لإيقاف أمر الله سبحانه وتعالى، أو لأي سبب آخر؟ ولكن مما لا شك فيه: لا يمكنكم أن تمنعوا الله، القادر على كل شيء، والذي إذا أراد شيئا، فقط يقول له: "كن"، فيكون.
نحن لا نزال نتذكر أنه قبل الهزيمة المخزية الأولى لروسيا في الشيشان في 1996م. إستشهد جوهر دوداييف، ماغومد جانييف، ودوك ماخاييف، الزعماء الكبار للمقاومة. ولكن هذا لم يمنع عن روسيا الهزيمة المذلة، الذي جاء بعد أقل من أربعة أشهر.
وسيكون من المستحسن أن نستشهد بكلمات أخرى لأخونا وأميرنا من لقائه مع مؤسسة جيمس تاون: "حالما أسوأ دولة في العالم التي يجب أن نتعامل مها تفقد السيطرة على القوقاز، فستنتعش وتزدهر إمارة القوقاز، إن شاء الله".
لا يهم كم يثقل علينا رحيل إخواننا، فنحن يجب أن نثبت، وأن لا نقلل من شدة المواجهة، أن نتقدم ونتقدم لإقامة كلمة الله. لأن الله سبحانه وتعالى لن يخذلنا وسيحفظنا في جميع شؤوننا.
(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) 244 سورة البقرة
أبو تنوير القوقازي