<span style='color:purple'><div align="center">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معـــــــــــــــــركــــــــه مـــــــــع الشيـــــــــطــان
لن يكسب الشيطان منك المعركه في لحظه واحده - لا سيما إذا كان لديك نصيب ولو
قليل من الأخلاص لله عز وجل وإنما الذي يسعى لكسبه منك هو ضياع عامل الوقت
في الغفله التي تخدر منك الحس وتضعف منك المراقبه والأخلاص لله عز وجل ، فإذا
ما تهيأ له ذلك عرضك للفتن حسب الثغرات التي في نفسك فإن كانت من باب الشهوه
أتاك منها ، وإن كانت من باب حب المال شغلك به حتى يؤصل للغفله موطننا في قلبك
فإذا ما تيسر له ذلك بدأ في سقي البذره التي غرسها في قلبك بغذاء من نفس مادتها
من خلال حصر خواطرك حول أحداث تتعلق بنفس الباب الذي داخل قلبك منه لجعلك
تدور دوما في رحى الأنشغال بتلك الشهوه أو تلك الفكره ، فإذا ما طال بك الزمن على
هذه الحال صارت بينك وبين هذه المعاصي نوعا من الألفه التي توهن منك القوى عن
دفع تلك الخواطر لما حصل في قلبك من التعلق بها وصرت مهيأ لخسارة الموقعه تلو
الأخرى تباعا في صراعك مع الشيطان لا لشيء سوى لأنك صرت في قرارة نفسك
أضعف من السابق والدليل على ذلك هو عجزك عن مجرد دفع تلك الخواطر الشيطانيه
فتصير عليك كالمذله لدى الشيطان يحاول إستدراجك من خلالها الى ماهو أعظم وكلما
راودتك نفسك بالأحجام عن المضي قدما في درب الغفله والعوده الى الله أغار عليك
بسيل من التهوين والتقنيط مذكرا إياك بعجزك عن الأحجام في التفكير فيما قد تعلق
قلبك به من أبواب الشهوه وغيرها ، لذا يجب على العبد أن يعلم إن إدراك النجاة يتمثل
في شغل النفس بالطاعه لكيلا تشغله بالمعصيه ، فإذا ما حدث ووقع في شراك الشيطان
وأستطرد التفكير فيما لا يرضي الله عز وجل فإن عليه المسارعه لطوق النجاة
المتمثل في الصحبه الصالحه التي لديها القدرة على جذبه بقوه من براثن الشيطان
بإذن الله تعالى لأنها غير واقعه تحت نفس المؤثرات التي سلطها الشيطان عليه ،
لذا فإن مخالطتهم ستجعل الخلاص من هذا العجز أمرا ممكنا بل تلقائيا ، وحينها سوف
يستعيد العبد عافيته وينجو بإذن الله من براثن الشيطان ولكن العبره حينئذ بأن لا
يعيد الكره مره أخرى ويجعل من هذا الدرس تجربه للأستفاده منه طوال حياته .
منقوووووووول
أخوكم الرافدين</div></span>