صديق المكان الحنون
في السهل والجبل والبر والبحر يجد الإنسان متنفسه وأنسه، فيتجه بقضه وقضيضه ليختار المكان الذي يشرح صدره بجماله ونظافته، ويقضي فيه ما شاء الله بأريحية ومتعة حتى يُـفَارق المكان وهو أسوأ مما كان.
وبني آدم بفطرته يكره القذارة والتخريب، ويحب النظافة والترتيب، فلماذا لا يكون صديقاً حنوناً لمكانه الذي قد يستمتع فيه غيره؟.
من المتنزهين من يترك آثاراً سيئة على مكانه، قد يحرم أو يؤذي غيره، وهذا مناف لأخلاقنا الإسلامية التي تحثنا على التعاون، وبذل المنفعة للناس وعدم أذاهم.
وأخلاقنا الإسلامية رغبتنا في إماطة الأذى، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها: الأذى يماط عن الطريق ..الحديث " رواه مسلم.
وبعض المتنزهين يصنعون الأذى بحسب أهوائهم؛ فمنهم من يطبخ ويشب النار ويأكل ويشرب ثم يترك المكان ممتلئاً بالقاذورات ومخلفات النزهة.
وبعضهم يذبح ذبيحته ويسيل دمها ويرمي روثها كيفما اتفق من غير مراعاة للمكان والمحافظة عليه.
وبعضهم من يبول ويتغوط في المكان الذي يتردد عليه الناس وحببينا محمد صلى الله عليه وسلم حذرنا من ذلك فقال: ( اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل ) حسنه الألباني.
إن صديق المكان الحنون هو من يحافظ على مكانه الذي يغادره، ويضع بصمته ولمسته عليه، ويكون دائماً بين خيارين: أن يدع المكان كما كان أو أفضل مما كان.
بقلم : عبدالله آل يعن الله
ياله من دين