1
في ذالك السرداب جلست تبتهل وتدعوا الله وتلتجئ أليه
اللهم قد انقطعت أسباب الأرض ولم تبقى إلا أسباب السماء
اللهم إلى من تكلني
إلى نصراني يعذبني أم إلى مسلمٍ نسي أمري
اللهم فرج همي
اللهم عليك بمن ظلمني
اللهم عليك بمن آذاني
مهلاً أخيتي فما زال فينا عرق ينبض
من بين جموع الناس الثائرة على حكم الطاغوت والجبابرة
كتب الله لذالك الشاب أن يتذكر ما نسيته الأمة
الحرائر في أقبية أهل الرذائل
غاب عن تلك الناس لوهلة فرأى عبر شريط الذكرى
صورة ذاك الخنزير يعذب اختاً في الله
فتذكر أن المسلم للمسلم
وأن العاني موجوب الفك
فكيف لعانية لا تقدر
حمل لواء الحق ونادى
يا أقباط ما نسينا .....في الكنيسة أخت لينا
فجأة سرى ذاك الصمت وحل
الكل تذكر
نعم
لينا ثار قديم
أقدم من رغيف العيش وتنكت البنزين
كاميليا...وفاء ....آه الكنيسة...الكنيسة
بدأ ذالك الصوت يعلوا..ويعلوا
يا أقباط ما نسينا.....في الكنيسة أخت لينا
وقفة!!!!
وكأني بها أصوات أقدامكم تدوي من فوقي معلنتاً فرار الظلم
2
صلت صلاة الفجر قد قنتت لتدعوا الله
لم تقنت فإن مع العسر يسرا
واسترسلت والدمع فوق الخد منهمرٌ
وأزيز صوت الثائرين تردد بعد التكبيرة الأولى
الله أكبر حي على الجهاد
الله أكبر لاح النصر في قدح الزناد
وبدا الفجر الندي مع النصر في زحف العباد
قرب باب الدار كان المشهد الأول
وقفت تلملم الآهات كي تخفي ترانيم دمعٍ لاح منهمرٌ
والفتى مجدول شعر الرأس
مشدود هامات عن دين من فطر السماء موروثة
يردد الآيات في استبسال مقارعة العدى
يا ولدي : قالت
مضى أبوك إلى الافغان من زمن
والعم يا ولدي على أرض الرافدين قضى
فاشدد الهامات وخض الغمار مع اللضى
ولحق بركب الثائرين لتعلي راية التوحيد في عِل المدى
ومضى
والأم في تنهيدة الفُرقى تراقب ذاك الظل ينحدرُ
وتسأل المولى لقاءً بعد انكدار الهم
إن لم يكن في الأرض
ففي عِل السما
قرب ذاك السور كان المشهد الثاني
وقف الفتى
ممتشقاً سلاح الحق يحدوا في المدى
بحداء كل الراحلين عن الأحبة في هدى
يا رب قد عظم البلاء فهل تمنن إله الحق بالظفرِ
وشهادةٌ يا رب أطلبها كي ما تخاطبني بلا سترِ
فتقولُ ماذا تشتهي ففي جنات عدنٍ أعظم الأجرِ
وقف
سدد ورمى
والأم في محرابها تدعوا تناجي الله دحراً للعدى
وإذ برصاصة مثل بطئ انسلال النص
جائت في قضاء الله في أمره
مع صدى تنهيدة الام الحزينة
من حنايا صوتها
والفتى مجدول شعر الرأس يسقط وهو يرمق العبرات قد خَطَت
سر يا بني فإن الحق منتصرٌ
ووجه الليل لا بد منقشعٌ
سر مع الفجر الندي ولا تخف
قم واحمل سلاحك المركون في دولاب أحزاننا الأولى
وجدد أمجاد من جالوا البلاد مرددين
الله أكبر حي على الجهاد
3
في حينا قد حل صمت الليل فينا من زمن
واسترجل الذل بوقعه فينا مثخناً ما حاز من الوهن
وانحاز عز السالفين مردد ً حدوا المسافر في ألم
رباه قومي قد غدو أشباه قومٍ من عدم
والظلم فينا قد أعمَ براثن حقده
واعتلى علل المآذن منزوعون من الذمم
والحق يا رباه قد قتلوا دعاته
حتى غدا فينا يتيماً في جذم
هجرت مآذن حينا الله أكبر في شجن
والحمامات التي كانت هنا
تبعت رديد الصوت ك فجيعٍ تاه في أسن
تبعت خطاة الراحلين الآملين بعودة
الإسلام في عز السنام
يحيا على وقع الخطى فيها الأنام
ويذل فيها من عتوا من عصبة القوم اللئام
في ذروة المنفى الزؤام مر عام بعد عام
والقاطنين هناك لا وقت فيهم
غير انتظار الفجر يأتي في عِنان
يأتي معلناً تنهيدةً تحيى على أنفاسها الآمال
وتعيد نبض الشرعِ بأمةٍ غاصت في تيهها الأجيال
يا قوم إن الأرض قد بلعت عتاة الظلم عدلاً
واستثار الحق ممن أعاثوا في حماه الدهر جوراً
عودوا تلك مآذن حيكم قد بات فيها الصوت يعلو
الله أكبر قد مضى وعد الإله
واستثار الحق ممن صالوا الدهر جوراً في حماه