هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم المبارك الصلاح قبل الإصلاح وحتى لا ينسحب بساط الوقت سريعا من تحت أقدامنا فسوف أركز الحديث مع حضراتكم في هذا الموضوع الجليل في العناصر والمحاور المحددة التالية :
أولاً: الصلاح لغة وشرعا.
ثانياً: صلاح القلوب.
ثالثاً: صلاح النفوس.
رابعاً: صلاح الأخلاق.
وأخيراً بهذا الصلاح إصلاح ديننا ودنيانا فأعرني قلبك وسمعك أيها الحبيب اللبيب والله أسأل أن يجعلني وإياكم جميعاً ممن { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ(18)}الزمر.
أولاً: الصلاح لغة وشرعاً :
الصلاح لغة أيها الأفاضل
مصدر صلح يصلح صلاحاً وهو ضد الفساد ؛
والصلاح شرعاً هو سلوك طريق الهدى والاستقامة على ما يدعوا إليه الشرع والعقل.
والعبد الصالح أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصالحين ؛ والعبد الصالح هو العبد المستقيم على طاعة الله القائم بما عليه من حقوق الله وحقوق العباد.
هل تدبرتم هذا التأصيل المهم؟
اسمح لي أن أعيده عليك مرة ثانية فهو مفتاح موضوعنا حتى لا يتوهم البعض أن موضوع الصلاح أمر هين وأمر الصلاح أمر يسير؛ بل الصلاح غاية ينشدها رُسل الله وأنبياءُه والصالحون من بعدهم الذين ساروا على طريقهم ودربهم.
الصلاح لغة : مصدر صلح يصلح صلاحاً وهو ضد الفساد.
والصلاح شرعاً:هو سلوك طريق الهدى ، والاستقامة على ما يدعوا إليه الشرع والعقل ، والعبد الصالح هو العبد المستقيم على طاعة الله جل وعلا القائم بما عليه من حقوق الله وحقوق العباد.
يتصور البعض أن الصلاح أمر هين وأمر ميسور.
لكن الصلاح غاية للرُسل والأنبياء.
تدبروا معي قول خليل الله إبراهيم قدوة المحققين وأسوة سيد النبيين صلى الله عليه وسلم يتضرع إلى رب العالمين جل وعلا كما يقول الله حكاية عنه :{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ(78)وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ(82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ(83)}الشعراء ، بالصالحين خليل الله إبراهيم يتضرع إلى الله أن يلحقه بالصالحين بل وتضرع إلى الله كذلك الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، قال الله حكاية عنه : {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ(101)}يوسف.
بل لقد بين ربنا جل وتعالى أن الصلاح سبب النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(97)}النحل.
وسأكتفي بحديث واحد لأدخل مباشرة إلى موضوعنا الذي نريد ان نؤصله روى البخاري ومسلم من حديث ابن سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [إذا وُضِعتْ الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة] اللهم اختم لنا بالإيمان [فإن كانت صالحة قالت] قالت؟ نعم تتكلم وهي على أعناق الرجال؟ نعم [قالت قدموني قدموني] اللهم اجعلنا من أهل هذا النداء [قالت قدموني قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها لصُعق ]
يتبع بمشيئة الرحيم