السعيدي: شر "البلاك بيري" طال الفرد والمجتمع في السعودية
إبراهيم العبد اللطيف - سبق – الرياض: قال الدكتور محمد السعيدي، الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، إن تدخل الجهات المختصة, وقرار هيئة الإتصالات بإلغاء أو تعليق خدمة الماسنجر في "البلاك بيري"، الذي بدأ تطبيقه اليوم في السعودية، خطوة مهمة, وجاء ليضع حداً للعديد من السلبيات التي أخذت تظهر.
مضيفاً: إلغاء خدمات البلاك بيري في تقديري - وأعتقد أن معي كثيرين - خطوة موفقة ينبغي أن نشكر عليها هيئة الإتصالات, سواء كان مبرر هذه الخطوة في الأصل أمنياً أم أخلاقياً.
مشيراً إلى أن "خدمات البلاك بيري قد طال شرها الفرد والأسرة, فإذا زاد على ذلك إضرارها بالأمن فأي حرية نبكي عليها مع كل هذه المخاطر؟!".
وأضاف السعيدي قائلا: وكما أشكر هيئة الإتصالات على هذه الخطوة لا يفوتني أن أشكرها أيضاً على خدمتها منقطعة النظير في مراقبة الإنترنت بدافع حماية الأخلاق والقيم الأمنية.
مضيفا: أنا ما زلت على أمل كبير بأن تتلو هذه الخطوة خطوات أُخَر، تضع حداً لمشكلات رسائل صور عبر الوسائط المتعددة.
وطالب الدكتور السعيدي الإعلاميين، الذين يتعاملون مع هذه الوسائل الخطرة، التي يطول شرها المجتمع, برؤية أوسع وأشمل تُغلِّب مصالح المجتمع وتدعم استقراره وتماسكه.. وقال: مما يعده المهنيون من أظهر مبادئ العمل الصحفي أن مهمة المراسل هي نقل الخبر بحيادية، وبمقدار ما يستطيع المراسل أن يكشف حقيقة ما يحدث ويعرضه بطريقة مهنية يكون تقييم مستواه عند المتلقين للخبر من قراء ومستمعين.
أما تحليل الخبر ومعرفة ما وراءه وما بعده - والكلام للدكتور السعيدي - فهي مهمة القارئ وكاتب الرأي, وقد يجتمع لدى المراسل موهبتان؛ فيكون صحفياً وكاتباً ومحللاً في آن, وهنا تكون مهمته أصعب؛ حيث يلزمه أن يقف عند حدود ما أنيط به في كل موقف؛ فحين ينقل خبراً يتوجب عليه أن ينسى قدرته بوصفه قارئاً ومحللاً, وينقل الخبر بحيادية كاملة, هذا ما قرأته وسمعت عنه كثيراً من عمالقة الإعلام العربي والعالمي, بل هو ما يريده كل متلق للأخبار أياً كان توجهه.
وتابع: للأسف؛ فقد تم نقل خبر إغلاق هيئة الإتصالات السعودية خدمات البلاك بيري، وكان سياق ذلك الذي أورده مراسل سعودي لفضائية عالمية هو البكاء على الحرية الشخصية التي تنهار في مقابل المطالب الأمنية، زاعما أن "هذه الخطوة جاءت على خلاف مطالب المواطنين!".
وقال د. السعيدي: إن هذا الانطباع لدى المراسل السعودي العالمي ينبغي أن يكون خاصاً به، وله أن يفرده في مقال، أما أن يقدمه في سياق خبر فهذا من أظهر مظاهر انتهاك الحرية التي يتباكى عليها هذا المراسل!