لكن البيت الابيض ظل منذ ذلك الوقت مبهماً حول مدى وسرعة الانسحاب، وشدد على أنه سيكون استناداً إلى "الوضع على الأرض".
ورجح مسؤول أمريكي، رافضاً كشف هويته، أن يشمل بدء الانسحاب من أفغانستان عشرة آلاف جندي على دفعتين قبل نهاية 2011.
ومن المتوقع أن تبدأ دفعة أولى من خمسة آلاف جندي ستبدأ مغادرة البلاد في شهر يوليو، وستتبعها دفعة ثانية من خمسة آلاف عنصر قبل نهاية العام، بعد انتهاء موسم المعارك التي تجري في معظمها في الربيع والصيف، بحسب هذا المسؤول.
وغداة خطابه، سيتوجه أوباما غداً الخميس إلى قاعدة فورت دروم في ولاية نيويورك (شمال شرق) حيث سيلتقي جنوداً عائدين من أفغانستان، وفق البيت الأبيض.
وتنشر الولايات المتحدة حالياً، بحسب البنتاغون، 99 ألف جندي في أفغانستان إلى جانب 47 ألف جندي من حلف الأطلسي.
وسيكون على أوباما أن يتعامل مع معادلة معقدة: عدم التضحية بالتقدم "المتواضع" الذي أحرز على الأرض، والحرص على العلاقات "الأساسية والمعقدة" مع إسلام أباد، وأخذ الرأي العام الأمريكي في الاعتبار.
وأظهر استطلاع للرأي نشره مركز "بو" الثلاثاء أن 56 في المئة من الأمريكيين يؤيدون انسحاباً من أفغانستان "في أقرب وقت"، في حين يأمل 39 في المئة منهم أن يبقى الجنود في هذا البلد "حتى استقرار الوضع".
وسيحاول أوباما توجيه رسالة مفادها أن الحرب التي بدأت إثر اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001 لن تكون من دون نهاية. وكانت قمة الحلف الأطلسي في لشبونة مع نهاية 2010 صادقت على مبدأ تسليم المسؤوليات الأمنية لقوات الأمن الأفغانية العام 2014.
وازداد عديد الجيش الأمريكي في أفغانستان بنحو ثلاثة أضعاف منذ تولي أوباما السلطة في يناير/كانون الثاني 2009. وقد شدد الرئيس على ضرورة منع القاعدة من استعادة نفوذها في هذا البلد.
لكن مزيداً من الأصوات ترتفع في الكونغرس مطالبة بإنهاء العمليات العسكرية في أفغانستان، والتي تقدر كلفتها بنحو عشرة مليارات دولار شهرياً، خصوصاً منذ مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في هجوم أمريكي في باكستان في الثاني من مايو/أيار.
وأكد جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء أن الولايات المتحدة نجحت في إضعاف القاعدة، معتبراً أن "هذا الأمر ينبغي أن ينعكس على عدد الجنود على الأرض وعلى تحديد (ماهية) المهمة".