عاجل .. شارون مصاب بجلطة حادة في المخ وفاقد للوعي ومصادر طبية تستبعد إفاقته وصلاحياته تنقل لنائبة القدس :
نقل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على وجه السرعة الى المستشفى يوم الاربعاء لاجراء جراحة له بعد اصابته بنزيف حاد في المخ. وقال مصدر سياسي رفيع "تبدو حالته سيئة جدا. ولا أدري اذا كان سيتعافى." ونقل شارون البالغ من العمر 77 عاما في سيارة اسعاف من مزرعته في جنوب اسرائيل الى مستشفى الهداسا في القدس. ووفاته أو عجزه قد تسبب هزة سياسية في اسرائيل قبل الانتخابات العامة في 28 من مارس اذار والتي كان متوقعا ان يفوز فيها على أساس برنامج انتخابي يرمي الى إنهاء الصراع مع الفلسطينيين. وهو يتولى رئاسة الوزراء منذ عام 2001 . وقال شموئيل شابيرا مدير مستشفى الهداسا "انه أُصيب بنزيف حاد وشديد في المخ... والهدف من العملية الجراحية هو شفط النزيف. لدينا أكبر فريق يمكن ان يوفره الطب الاسرائيلي وأمهر الاطباء." وقال امين مجلس الوزراء اسرائيل ميمون للصحفيين خارج المستشفى ان سلطات شارون كرئيس للوزراء نقلت بصورة مؤقتة الى نائبه ايهود اولمرت. واظهرت استطلاعات الراي في الاونة الاخيرة ان اولمرت يعتبر خليفة لشارون على الاجل الطويل. وقال المسؤول الفلسطيني نبيل شعث ان حالة شارون تزيد من الشكوك التي تحيط بمستقبل عملية السلام. وقال شعث "من المنظور الانساني البحث فاننا نشعر بالاسف من اجل السيد شارون. ومن المنظور السياسي فانه سيزيد من حالة عدم اليقين التي نواجهها للعودة الى عملية السلام وقد تستمر هذه الحالة حتى مارس (موعد اجراء الانتخابات العامة في اسرائيل)." واضاف قوله "السيد شارون حقق بعض التقدم الطفيف لكنه لم يؤمن قط ... بعملية السلام... من المتعذر جدا التنبؤ بما سيحدث." وقال الرئيس الامريكي جورج بوش وهو حليف مقرب لشارون "اننا نصلي من أجل شفائه". وقال بوش في بيان مكتوب "رئيس الوزراء شارون رجل شجاعة وسلام. ونيابة عن كل الامريكيين نبعث باغلى التمنيات والاماني الى رئيس الوزراء واسرته." وكان شارون الذي بعث الآمال في السلام في الشرق الاوسط بسحبه المستوطنين والجنود من قطاع غزة في سبتمبر ايلول الماضي منهيا 38 عاما من الحكم العسكري قد أُصيب بما قال أطباء انه جلطة خفيفة في المخ في 18 من ديسمبر كانون الاول. وقالت حركة المقاومة الاسلامية حماس انها لن تأسف لوفاته اذا لم يبق على قيد الحياة بعد هذه الجلطة في المخ. وقال مشير المصري المتحدث باسم حماس "لا شك ان الخريطة السياسية الصهيونية سوف تتغير بعد وفاته لكن المنطقة كلها ستكون أحسن حالا في غيابه منها في حضوره لان شارون هو الذي نفذ المجازر والارهاب على مدى عقود في حق شعبنا."
أصداء على إصابة شارون بنزيف في المخ
فيما يلي ردود أفعال أولية على إصابة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بنزيف في المخ: الرئيس الامريكي جورج بوش: "أنا ولورا نشاطر الشعب الاسرائيلي قلقه على صحة رئيس الوزراء ارييل شارون ونصلي من أجل شفائه. رئيس الوزراء شارون رجل شجاعة وسلام. ونيابة عن كل الامريكيين نبعث بأغلى التمنيات والأماني الى رئيس الوزراء وأُسرته." وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس: "مشاعرنا وصلواتنا مع رئيس الوزراء وأسرته والشعب الاسرائيلي. ونتمنى لرئيس الوزراء تمام الشفاء." منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا: قالت كريستينا جلاتش المتحدثة باسم سولانا "سولانا يتابع عن كثب التطورات وليس بوسعنا الا ان نتمنى كل الخير لرئيس الوزراء." رعنان جيسين المتحدث باسم شارون: "اني أعمل مع رئيس الوزراء منذ عشرة أعوام. يمكنني ان اقول لكم انه محارب وهو مقاتل حق. ولقد خاض معارك كثيرة في حياته وانتصر فيها جميعا. ونرجو ان يفوز في هذه المعركة ايضا." السياسي الاسرائيلي شمعون بيريس: "اني اصلي من اجل شفائه." النائب الاسرائيلي ايتان كابل سكرتير حزب العمل: "نتمنى لرئيس الوزراء موفور الصحة ونصلي من اجل شفائه." السياسي الفلسطيني الرفيع نبيل شعث: "من المنظور الانساني البحت فاننا نشعر بالاسف من اجل السيد شارون. ومن المنظور السياسي فان ذلك سيزيد من حالة عدم اليقين التي نواجهها للعودة الى عملية السلام وقد تستمر هذه الحالة حتى مارس (موعد اجراء الانتخابات العامة في اسرائيل). "السيد شارون حقق بعض التقدم الطفيف لكنه لم يؤمن قط ... بعملية السلام... من المتعذر جدا التنبؤ بما سيحدث." حزب الاتحاد الوطني اليميني المتطرف في اسرائيل: "رغم كل الخلافات فان الاتحاد الوطني يصل مع كل شعب اسرائيل من اجل شفاء رئيس الوزراء شارون." انور ابو طه من الجهاد الاسلامي في لبنان: "نحن لا نأسف على صحته فليذهب الى الجحيم حيا او ميتا ... ونحن في الجهاد الاسلامي سنواصل جهادنا حتى نسترد حقوقنا." رويترز
من هو شارون ?
ولد آرييل شارون عام 1928، في كفر ملال بفلسطين، التي كانت تحت الانتداب البريطاني.. وفي سن الرابعة عشر انضم إلى حركة "الهاغانا"، وشارك في حرب 1948. ولاحقا، شارك شارون في عدة حروب ساهمت في صعود نجمه العسكري، ومنها العدوان على السويس بمصر عام 1956، وحرب يونيو/حزيران عام 1967، وحرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973. وفي عام 1953 قاد شارون مهمّة عسكرية في الضفة الغربية، التي كانت جزءا من الأردن، ضمن مسؤولياته رئيساً لوحدة المغاوير الخاصّة والتي كانت تدعى "الوحدة 101." ويصف المؤرخ ديفيد شيبلير ما حدث، فيقول: "دخل شارون بلدة تدعى قبية (الآن في الضفة الغربية) وفجّر 45 بيتاً، وتسبب انتقامه بمقتل 69 فلاحا فلسطينيا." ووصف شارون مقتل المدنيين بأنه "مأساة"، لكنه قال إنّ (مجزرة) قبية كانت بقصد تلقينهم (العرب) درسا.. ترك شارون الجيش عام 1973 وهو يخطط للتقاعد، لكن عندما وقعت الحرب تم استدعاؤه، ورقيّ إلى رتبة لواء، ووضعت فرقة مدرّعة تحت قيادته. وقد قامت قواته بعبور قناة السويس في منطقة "الدفرسوار" وحاصرت وحدات من الجيش الثالث المصري. عقب ذلك ساهم شارون في تأسيس حزب الليكود عام 1973، وتم انتخابه عضوا في الكنيست. وفي عام 1974 أصبح المستشار الأمني الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين. وحينما سئل عن سبب دخوله المعترك السياسي، أجاب شارون بقوله "رأيت كل أهوال الحرب.. لذا أعتقد بأنني أفهم أهمية السلام بشكل أفضل من العديد من السياسيين الذي يتحدثون عن السلام." انضم شارون إلى حكومة رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيغن في 1977 وزيراً للزراعة، ورئيسا للجنة الوزارية للمستوطنات، حيث شجّع إقامة شبكة من المستوطنات الإسرائيلية في المناطق المحتلة. ولهذا، فهو يحظى بالاحترام بين المستوطنين، خاصة في معارضته بشدّة إعادة الأراضي إلى السيادة العربية. وحينما تولى وزارة الدفاع عام 1982، عاد شارون للقتال، حيث شارك في عملية "سلامة الجليل" في لبنان، بهدف تدمير قواعد منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة داخل لبنان، البلد الذي كان حينها يعاني من حرب أهلية. لكن شارون قاد القوات الإسرائيلية طول الطريق، هذه المرة، إلى ثاني عاصمة عربية "بيروت"، الأمر الذي أسفر عن خروج الزعيم الفلسطيني الراحل، عرفات، ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى البحر، ومن ثم إلى تونس. لكن انتصار شارون كان قصير الأجل.. فبعد أن "غادر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية لبنان، سمح الإسرائيليون لميليشيا الكتائب المسيحية اللبنانية بالدخول إلى مخيمين للاجئين الفلسطينيين، هما صبرا وشاتيلا، حيث ذبحوا بين 700-800 فلسطيني"، وفق ما يورده المؤلف ديفيد شيبلير. وقد خلص التحقيق الإسرائيلي الرسمي إلى أن شارون مسؤول عن حالات القتل بشكل غير مباشر. لكن شارون، الذي وصف المذبحة بأنها مأساوية، قال إنه لم يتوقع وحشية الميليشيات.. وقد وجهت إليه انتقادات من قبل العرب واليهود على حدّ سواء، وأجبر حينها على الاستقالة. وقرر شارون الابتعاد عن الأضواء، فاعتزل جزئياً في مزرعته.. ولكن ما أن حل ربيع 1999، حتى مني رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو بهزيمة في الانتخابات العامة، وتلتها استقالته من زعامة حزب الليكود، وعاد شارون إلى الساحة السياسية في إسرائيل من خلال قيادة الحزب. وفي فبراير/شباط من عام 2001، فاز شارون بالانتخابات، ليصبح رئيسا لوزراء إسرائيل.
منقول من الوفاق