دفاعاً عن الشيخ الشثري : تحريض الوطن تمسحاً بالقطيع بخشقجة ليبرالية
أبولـُجين إبراهيم
لجينيات ـ نذر الغرب جهوده لهدم الإسلام في نفوس أتباعه ، واستعمل لذلك أداة قديمة تنْعَتُها مخابرات الدول بـ"الطابور الخامس" أو "حصان طروادة"، وموظفي هذا الطابور هم الذين تغرَّبُوا مع الاحتفاظ بأسمائهم العربية، وما كان لهم أن يسجلوا نجاحاً تغريبياً، إلا بسبب حسن ظن الصالحين بهم ، وغفلة البعض عنهم!!
وما زال غربان هذا الطابور يَنشرون نعيقهم على صفحات جرائدهم في مسعى شيطاني لتحويل الأمة عما تبقى من مسارها الإسلامي، ومحاولين إسداء صنيع لأسيادهم في الغرب وذلك عبر تشكيل المجتمع المسلم على نمط الحياة الغربية.
ومن بين هؤلاء رئيس تحرير صحيفة الوطن "جمال خاشقجي"، السعودي الجنسية ،والمولود في أطهر بقعة في الأرض حوت جسد سيد النبيين والبشر أجمعين محمد صلي الله عليه وسلم، وقد بات "خاشقجي " يُناصب العِداء في صحيفته المشبوهة بشهادة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وذلك من خلال التهجم على الدعاة والعلماء، ومحاولاته الدؤوبة على صفحات "الوطن" تحكيم منهج "الأسياد" الغربيين في حياة المسلمين.
فقد شن "خاشقجي" هجوماً وقحاً ضد الشيخ الدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ، الذي ما علمنا عنه إلا كل خير نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، حيث أنه نشأ في أسرة علم ودين أبًا عن جد فهو ينحدر من أسرة تاريخها ناصع في بناء دولتنا فكان مهتمًّا بطلب العلم والتوجه له، ووالده الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري يعمل مستشاراً لدى خادم الحرمين الشريفين وله مكانة كبيرة ومعروفة عند الأسرة الحاكمة .
أما جمال خاشقجي، ما علمنا عنه إلا كل سوء! بدايةً من علاقاته المشبوهة وآخرها التي فضحها الكاتب فهمي هويدي – ليس صحوياً ولا إرهابيا- حين تساءل عن سر الجمع بين سبعة صحفيين مسلمين في القاهرة- بينهم خاشقجي بالطبع- وناحوم رنيه من صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إلا لم يكن هذا تطبيعاً صحفياً - يدركه خاشقجي- فليعطينا مبرراً آخر، و لا يردد صدى كذبه "أن أتغيب عن اللقاء لمجرد حضور هذا الصحافي الإسرائيلي فهذا في تقديري ليس واردا وليس عملا مهنيا"..!
"خاشقجي" الذي يريد فرض الاختلاط علينا كما أراد فرض التطبيع مع إسرائيل، يمتد نسبه – للأسف- إلى تركيا كما هو يقر ذلك عن نفسه! تركيا التي انطلقت من ربوعها أعظم الفتوحات على أكتاف أعظم القادة والفاتحين، واحتضنت آخر خلافة اهريقت دماؤها على أيدي يهود الدونمة، الذين استعملوا عملاءً في الطابور الخامس على رأسهم مصطفى كمال أتاتورك، حصان طروادة الذي مرق من خلاله الغرب إلى قلب حصن الإسلام و خلافة المسلمين.
وقديماً قالوا إذا عرف السبب بطل العجب، ومن حق القرّاء أن يعلموا حجم التناقض الذي يحمله "خاشقجي" بين قلبه وقلمه، حيث انه كان من الصحفيين العرب المقربين من قادة الجهاد الأفغاني وذلك أثناء الاجتياح السوفيتي، فهل استطاعت دوائر غربية استقطاب الرجل والاستفادة من خبراته، أم أنه بما عرف عنه من حنكة ودهاء كما يقولون عنه إصطادهم بذات الطعم، مرتهناً تاريخه الفكري والمهني في إطار برجماتي، ووفق رؤيته الميكافيلية.
إن جملة من الشواهد قد تؤيد ذلك، أو على الأقل لا تستبعده إذا وضع على طاولة البحث والتدقيق؛ حيث أن أجندته "الإستخباراتية" -لازال ينفيها إلى اليوم - حينما كان متنقلاً بين لندن وواشنطن، إبان عمله مستشارًا إعلاميّا للسفارة السعودية، جعلته مقرباً من دوائر صنع القرار في الغرب، مستفيداً من ذلك بما جعله يختصر سنوات ويتخطى عقبات حتى تولى رئاسة تحرير صحيفة "الوطن".
واستهل "خاشقجي" أولى خدماته باستهداف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وياليته اكتفى بذلك بل سارع وانبطح تحت حوافر "السيستاني" آية البيت الأبيض، الرجل الذي حرم على شيعته الدفاع عن العراق والوقوف أمام جيش "التحرير" الأمريكي المنتظر.
بعدها بادر "خاشقجي" بدعوته المشبوهة التي وجهها إلى شيخ الأزهر ومفتي المملكة العربية السعودية والشيخ القرضاوي وآخرين، في أن يشدوا الرحال إلى النجف الأشرف ؛ لتقبيل حوافر سماحة "السيستاني"، رجل إيران في العراق وشريك الاحتلال الأمريكي الذي لا يخفى دوره على أحد ..!!
ويحاول "خاشقجي" إزالة التناقض الواضح في شخصه بطرحه المتواصل في صحيفته، مؤكدا أن قيام الدولة الإسلامية التي آمن بها في بداية تكوينه الفكري أضحت "مستحيلة"، زاعماً أن تطبيق المنهج الغربي بجميع بمكوناته بما فيها الاجتماعية والأخلاقية هو الحل.
هذه الروح الإنهزامية يصر"خاشقجي" على إلزامنا بها ، ويقودنا إلى ما وصفه في حوار منشور له عام2005م بصحيفة الشرق الأوسط على ضرورة تطبيق النظام السياسي الغربي، مبرراً ذلك في حوار أذاعته قناة العربية اعترف فيه إنه " بدأ متشددا ثم تطور فكره إلى الاعتدال الشخصي السلوكي"..!!
وفي أقذر عملية إرهاب فكري يقوم بها الطابور الخامس عبر تاريخه، هاجم "خاشقجي" فضيلة الشيخ الدكتور سعد الشثري، وذلك في مقال حاول فيه جمع نفايات ما نشر في قمامة الشبكة الليبرالية بخصوص جامعة الملك عبد الله ، ويمكن تلخيص هذا الهجوم في عدة نقاط:
1- أكد أن نقد الاختلاط في جامعة الملك عبد الله مع تغييب أدوارها المشرقة هو تشويش (منظم) وكلمة منظم لها ثقلها السياسي ! ، كما وصف حملة الإنكار على الاختلاط بـ (قميص عثمان) وهو وصف له دلالته السياسية أيضا.
2- زعم بأن الاختلاط في جامعة الملك عبد الله جزءٌ لا يتجزأ من طبيعتها (العلمية الرائدة) ولا يمكن بأي حال أن تكون جامعة رائدة تحقق أهدافها بدون اختلاط، قائلا: " مسألة الاختلاط في الجامعة ما هو إلا عارض للعلم والبحث العلمي ونتاج للثورة المعرفية التي لا تفرق أنثى عن ذكر، فبات العلم لا يعرف جنسا أو عرقا، وأن الاختلاط غير مقصود في ذاته، إنما هو ناتج طبيعي في حقل معين كالبحث العلمي العالي، مثلما هو حاصل في كليات الطب،والمستشفيات"..!
3- انتقد تصريح الشيخ سعد الشثري على قناة المجد مؤكدا على أن الواجب مناصحة ولي الأمر لا إعلان النصيحة على الملأ، موجها له النصيحة بقوله : "إن محبتك للملك حفظه الله تلزم بفتوى كبار العلماء، بأن تنصح وفق منهج السلف الصحيح وليس على صدر قناة أشرعت ساحتها لمتحدثين بعيدين عن واقع!!"
4- اتهم الشيخ سعد الشثري ضمنا بالتحريض على الإرهاب وتغذيته.
5- تهجم على قناة المجد واصفا إياها بالمُشوشة على مشروع النهضة وعلى الجامعة تحديدا والمثيرة للغبار بل تعداها إلى جمهورها واصفا إياهم بالجهل حيث قال" ولكن الشيخ اختار قناة المجد، والتي فتحت بابا للفتنة والتشويش على الجامعة، وعلى عملية التنمية تصريحا وتلميحا"، وأضاف " وليس على صدر قناة أشرعت ساحتها لمتحدثين بعيدين عن واقع أو يُنظرون على جهال"، متوعداً القناة بقوله:"حان الوقت إن تدُعى قناة المجد صراحة إلى تحمل مسؤوليتها بأن تكون شريكا كاملا في مشروع النهضة القائم لا مثيرة لغبار ومشوشة للرؤى والرأي".
ورداً على ذلك نؤكد أن الشيخ الشثري ذكر أثناء الحلقة التي أُذيعت على فضائية المجد بموقف خادم الحرمين الشريفين الشجاع حينما استدعى الصحفيين وأنكر عليهم نشر الصور النسائية في الصحف والمجلات, ولكن "الوطن " لم تستجب لأوامر ولي الأمر، لماذا؟؟!لأن على رأسها أحد عناصر الطابور الخامس.
كما ذكر الشيخ الشثري في ذات الحلقة المُذاعة أن دافعه لمثل هذا الكلام المحبة العظيمة لخادم الحرمين الشريفين ولجهوده الكبيرة التي قدمها، والتي عرفها كل من في المشرق والمغرب، وكذلك الأهداف النبيلة التي قامت الجامعة لتحقيقها والدور العظيم المرجو من هذه الجامعة، ولكن "خاشقجي" لم يعجبه هذا الكلام فقام بقص ولصق ما يحلو له، لُيشنع به على الشيخ الشثري الذي يشرف أمثال "خاشقجي" أن يغسلوا قدميه.
لم يقف الشيخ الشترى عند هذا الحد ، بل حث أثناء بث الحلقة كل من لديه قدرة على المساهمة في هذا المشروع الرائد للمبادرة إلى تقديم ما لديه من خبرة وعلم في هذه الجامعة,ونبه لعدم الالتفات لمثل هذه الشائعات التي يراد منها تزهيد الناس فيما يؤمل أن تُحققه الجامعة من تحويلنا كمُصدرين للعلم بدل كوننا مجرد مستوردين له، وسبحان الله لم يعجب داعية الاختلاط والسفور ما قاله داعية العلم والعفاف.
أراد الشيخ الشثري كعادة العلماء أن يبين للناس ما التبس عليهم في أمر الجامعة ، وحكم الاختلاط فيها , ورغب الرجل في أن يبين الحقيقة كاملة، وينصح دعاة الإختلاط من بني ليبرال أمثال "خاشقجي", والحلقة مسجلة وموجودة على موقع قناة المجد الإلكتروني
هجوم خاشقجي ليس هدفه الشيخ الشثري فحسب، وإنما هدفه التهجم على هيئة كبار العلماء ومحاولة الانتقاص منها، حيث دشن مقاله بعنوان "غبار الشثري والمجد"، وكما هو واضح فإن لهجة التحقير لدور هيئة كبار العلماء وقناة المجد تبدو جلية، حيث أن دورهم في نهضة الأمة والحفاظ على الثوابت لا يتعدى مجرد "غبار" في نظر خاشقجي لا أكثر..!
الخلاصة أنه إذا نظر منصف - ليس له أجندة غربية أو مخابراتية- إلى تصريحات فضيلة الشيخ سعد الشثري على قناة المجد بخصوص الجامعة، سيجدها بعيدة كل البعد عن هذه " الخشقجة " التي نعرفها من جريدة الوطن.. فلا جديد تحت الشمس!
إنها مجرد نفخة وزغ معروفة عن جريدة "الوطن"، تولى كبرها هذه المرة رئيس تحريرها جمال "خاشقجي"، وغداً نرى أصدائها بمقالات وتعليقات على صفحات صحف المكبات الليبرالية ومواقعها على الإنترنت و منتدياتها..!