السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما ومع جريدة الشروق التي تترصد كل محاولات التطبيع

وبعد إفشال السلطات لاستصدار قانون تجريم أي طلب أو محاولة لدراسة مشروع التطبيع

الموضوع:
"اعتداء" لياسمينة خضرة تتحول إلى "صدمة" على خشبة علولة

الجزائر تُطبّع ثقافيا مع إسرائيل من مسرح وهران!



قوبلت مسرحية "الصدمة"، المقتبسة عن رواية الكاتب المعروف ياسمينة خضرة، الخميس، بحفاوة رسمية على مسرح عبد القادر علولة في وهران، بتوقيع من المخرج محمد خودي، وفي إطار الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية.
ليس سبب الاحتفاء أن الرواية لخضرة، وإنما لكون العمل وُصف طيلة فترة التحضير بكونه أضخم إنتاج يقدّم هذه السنة، ليكتشف النقاد بأن ما عرض على مسرح وهران أقل من المتوسط.
وسبق للصحافة الإسرائيلية أن رحبت بالنص الأصلي، واحتفت بكاتبه قبل أربع سنوات، قائلة إن الرواية تضمنت في مقاطع عديدة منها "ذلك الصوت الذي تريد إسرائيل سماعه من كاتب عربي، وجزائري تحديدا"، مثلما جاء في جريدة هآرتس على لسان الكاتب الإسرائيلي جابي لفاين، الذي أعجبته شخصية الدكتور كايام يهودا التي تحولت في المسرحية إلى "كيم".. فهل كانت السلطات المحلية، وفي مقدمتها والي وهران، تدري على أي مسرحية تصفق؟!
بطل "الصدمة" طبيب من عرب إسرائيل، اسمه أمين الجعفري، معظم أصدقائه من الإسرائيليين، حتى حبيبته التي كان يُريد الزواج منها إسرائيلية تخاف على أمن بلدها، وتطالب أمين، الذي يكتشف فجأة أن زوجته الفلسطينية تحولت إلى انتحارية من وجهة نظره، بعدما فجرت مطعما إسرائيليا في عملية استشهادية، بتقديم دليل إدانتها للمخابرات الإسرائيلية، لأنه في نهاية الأمر، مواطن إسرائيلي علماني، لا يؤمن بوجود دولة فلسطينية.
المثير للانتباه أن أمين ظهر أكثر حرصا على أمن إسرائيل من الإسرائيليين أنفسهم، إذ يتولى بنفسه مهمة التحقيق في دوافع إقدام زوجته على "القيام بعملية انتحارية وسط الأطفال الإسرائيليين".
وكان واضحا أن استنطاق البطل من طرف الموساد كان "حضاريا وحريصا على حقوق الإنسان"، في حين أن استنطاقه من طرف المقاومين الفلسطينيين لم يخلُ من أساليب المافيا والإرهاب مثل خلع الملابس ووضع اللفافة السوداء على العينين؟!
"الصدمة" كانت أيضا فرصة للاستهزاء بالشخصيات المقاومة، من خلال تقمص الممثل المعروف محمد حيمور لدور سائق سيارة أجرة جاهل ثم لدور شيخ متطرف، كما أنها حولت الممثلة القديرة فضيلة حشماوي إلى مجرد كومبارس، لتنتهي المسرحية المليئة بالهفوات التقنية عكس ما ذهبت إليه الرواية، باستدعاء روح زوجة الطبيب لزوجها.
يذكر أن صاحب النص الأصلي ياسمينة خضرة يدير اليوم المركز الثقافي الجزائري في باريس، منصب رسمي، يفترض أن يفرض عليه الالتزام بمواقف دولته ودافعة راتبه.
ياسمينة خضرة: "العمل جيد ويحتاج إلى أفق واسع لفهمه"
كشف ياسمينة خضرة، أول أمس، في تصريح مقتضب بأنه "سعيد جدا بالطريقة التي تم تقديم بها عمله الروائي المعنون على مسرح علولة بوهران"، مثنيا على دور الاقتباس والإخراج، وقائلا بأنه حتى بحذف العديد من المقاطع، "تم الحفاظ على روحها الأصلية"، ورفض ياسمينة خضرة الدخول في معترك التأويلات بخصوص العرض أو حول ترحيب الإعلام الفرنسي بالرواية حين صدورها "لأنها تفتح جسرا مع إسرائيل"، قائلا إن فكرة "هذه المسرحية تحتاج إلى أفق فكري واسع لاستقبالها".



من غير تعليق