السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ عبدالله , يقول السائل :
مما قامت به الشعوب المسلمة نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم, مقاطعة المنتجات الدانمركية , ثم خرج لنا ممن ينتسبون إلى العلم من يصرح بأن هذه المقاطعة لا تجوز وأنها ليست من الدين في شيء , فما رأي سماحتكم بالمقاطعة الاقتصادية ؟
فأجاب الشيخ :
هذا الذي يقول لا تجوز قد أخطأ , وذلك لأنا إذا تعاملنا معهم وانتفعنا بمنتجاتهم كان ذلك بمنزلة التولي الذي نهى الله عنه لعموم الكفار في قوله تعالى ( لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم لهوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء ) أي لاتتولهم
وفي الآية الأخرى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) ومن التولي أنا نشجع منتجاتهم ونعطيهم ثمنها أموالا طائلة , إننا ننتفع بمنتجاتهم أيا كانت , ولو كانت حقيرة , يعني كالألبان مثلا , أو ما يشتق منها , أو الأكسية أو المصنوعات , لأن المسلمين إذا اتفقوا على ذلك ضعف اقتصادهم وضعف إنتاجهم , والغالب أنهم يسوقون منتجاتهم للبلاد الإسلامية حتى إلى المملكة ودول الخليج والشام واليمن ومصر وغيرها , فإذا قاطعناهم كان ذلك تنكيلا لهم حتى يعترفوا , إما أن يتوبوا ويجعلوا بدل الذم مدحا , وإما أن يُـسْـلموا , وإما أن يكفوا عن هذا الأذى وهذا الاستهزاء , لأنهم أصحاب مصالح , فيقولون : مصلحتنا تتوقف على تسويق منتجاتنا , فإذا بارت وكسدت , فسدت قوتنا وضعفت إمكانياتنا , من أين نسوق هذه المنتجات التي ننتفع بها! , وتكون هي أموالنا واقتصادنا , فإذا اتفق المسلمون على مقاطعة هذه المنتجات كان ذلك تنكيلا لهم وتنكيلا أيضا لغيرهم من الدول الأخرى.
اللهم وفق الشيخ لما تحب وترضى اللهم آمين
كما قال أيضاً ..
لا يستغرب عداوة الكفار للإسلام ,الأصل أنهم أعداء للدين , ولكن إذا قوي الإسلام , وقوي أهله , انقمعوا وسكتوا , خوفا على مصالحهم , وخوفا على أنفسهم , لأن المسلمين إذا قووا قاتلوهم وأذلوهم واضطهدوهم وسبوا أموالهم ونساءهم وذراريهم , فلذلك كانوا يخافون طوال تلك القرون , إلا ما شاء الله , وإذا وجدوا فرصة , ورأوا ضعفا من المسلمين , ورأوا شيئا من التخاذل والتفرق بين المسلمين , انتهزوا هذه الفرص , وأعلنوا حربهم الحرب الشعواء على الإسلام , وحاولوا أن يفعلوا ما يثير ويغضب المسلمين .
ففي هذه الأيام عمل هؤلاء الأعداء في دولة الدنمرك , هذه الحملة التي جعلوها خاصة بذات النبي صلى الله عليه وسلم , وأعلنوا السخرية به , وبما جاء به , و صوروه بصور تافهة , بصور بشعة , يريدون تحقيره , ولا شك أن ذلك مما يغضب المسلمين الغيورين على دينهم , والواجب عليهم أن تشتد غيرتهم , وأن يحرصوا كل الحرص على أن يكونوا من الذين يجاهدون في سبيل الله و ينصرون الله ورسوله , كما أخبر الله عن الأنصار ( ينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ) مع أن الله تعالى هو الذي ينصره كما خاطب المهاجرين والأنصار , إلا تنصروه فقد نصره الله ,
نقول : على كل مسلم أن يظهر العداوة لهؤلاء الكفار , وكذلك كل من ساعدهم من الدول الأفريقية , الدول الأوربية , من بريطانيا وفرنسا وغيرهم من الدول , ويعلن براءته منهم ويحرص على أن يقاطعهم بكل أنواع المقاطعة رجاء أن يكون ذلك مما يخزيهم ويذلهم , ويعرفون به نشاط المسلمين , وغيرتهم على دينهم , ومحبتهم على نبيهم , ويكون ذلك رادعا لغيرهم ممن تسول له نفسه أن يدخل في هذا الميدان الذي هو السخرية والاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم ,
ولا شك أنهم بذلك انتقض عهدهم , فإن المشركين الذين لهم عهد , إذا عملوا مثل هذه السخرية , فلا عهد لهم , ويجب على المسلمين قتالهم , وإذا لم يقدروا , لعدم التمكن أو لكون حولهم من ينصرهم , فلا أقل من مقاطعتهم بكل أنواع المقاطعة , هذا هو الذي يستطيعه المسلمين , إلى أن تقوى كلمتهم , بعد ذلك يقاتلونهم , ويفرقونهم حتى لا يتجرأوا ولا يتجرأ غيرهم على هذه السخرية.
نقلاً عن أنا المسلم ..