اضطرابات بسجن أبو غريب إثر تمزيق نسخة من المصحف الكريم
الجمعة 21 من رمضان 1430هـ 11-9-2009م
أبو غريب
مفكرة الإسلام: وقعت اضطرابات في سجن أبو غريب بين عدد من السجناء وقوات الأمن أوقعت عشرات الجرحى على خلفية قيام أحد عناصر الأجهزة الأمنية بتمزيق نسخة من المصحف الكريم أمام السجناء.
وأوضحت النائبة زينب الكناني في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) أن أجهزة الأمن العراقية المشرفة على سجن أبو غريب قامت صباح اليوم الخميس بالإساءة للمعتقلين وضربهم وقيام أحد عناصر الأمن بتمزيق نسخة من القرآن الكريم أمام المعتقلين وتمزيق صورة أحد المراجع الدينية، ما تسبب في اتساع رقعة المواجهة؛ حيث استخدمت قوات الشرطة الأسلحة؛ ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى .
ووصفت الكناني ما تعرض له السجناء بأنه "عمل بربري يستدعى تدخل الحكومة العراقية للوقوف على الأسباب خشية أن تتسع هذه الأعمال في سجون أخرى؛ لأن ما جرى في سجن أبو غريب يعد سابقة خطيرة؛ خاصة وأن الأجهزة الأمنية عالجت الموقف بمنتهى القسوة واستخدمت السلاح بشكل يتنافى مع حقوق الإنسان .
وقالت: "يبدو أن المعاملة القاسية لأجهزة الأمن ضد المعتقلين هي التي أدت إلى اتساع هذه الاضطرابات من صباح اليوم حتى العصر بعد تدخل قوات إضافية .
وذكر شهود عيان أن العشرات من العجلات العسكرية العراقية طوقت منطقة أبو غريب؛ فيما سمعت أصوات العيارات النارية في المناطق القريبة من السجن .
إعادة فتح السجن:
وكانت الحكومة العراقية قد أعادت مطلع العام الجاري فتح سجن أبو غريب سيئ السمعة بعد إجراء تجديدات ذكر المسئولون حينها انها تتمشى مع المعايير الدولية في السجون .
وقال نائب وزير العدل "بوشو إبراهيم": إن السجن الذي اكتسب سمعة سيئة عالميًا بعد أن صور حراس السجن الأمريكيون أنفسهم وهم يعذبون ويهينون جنسيًا السجناء تم تجديده وفقًا للمعايير الدولية، بحسب زعمه .
وقال: إن الاسم الذي أطلق عليه هو "سجن بغداد المركزي" بسبب السمعة السيئة التي اقترنت باسم سجن "أبو غريب .
وكان اسم السجن يثير الخوف لدى العراقيين عندما صورت القوات الأمريكية انتهاكاتها بعد أقل من عام من غزو العراق في عام 2003 .
وأثارت هذه الصور غضبًا في أنحاء العالم, فيما وصف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الانتهاكات بأنها نقطة سيئة في فترة رئاسته .
ويقع أبو غريب في منطقة شهدت قتالاً ضاريًا أثناء السنوات الأولى من الاحتلال الأمريكي للعراق, فيما أغلق الجيش الأمريكي هذه المنشأة في عام 2006 بعد إنشاء سجن عملاق في الصحراء على الحدود الكويتية .
وقال إبراهيم: إن السجن الذي تم تجديده سيؤوي بين 13000 و14000 سجين, بينهم 3500 ممن يقضون أحكامًا بالسجن لمدد طويلة سيتم تجميعهم من أنحاء العراق .
وتؤكد تقارير من داخل العراق أن العناصر الحكومية التابعة لحكومة نوري المالكي، ذات التوجه الطائفي، والمدعومة من قوات الاحتلال، متورطة بشكل كبير في أعمال تعذيب وتهجير ضد المسلمين السنة في العراق. ويتوقع مراقبون أن يكون حال سجن "أبو غريب" في أيدي حكومة المالكي وباسمه الجديد، لن يختلف كثيرًا عن حاله الذي كان عليه في أيدي القوات الأمريكية .