بسم الله الرحمن الرحيم
الأثر : إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ، ورأيت البناء يعلوا رؤوس الجبال ، فاعلم أن الأمر قد أظلك وفي رواية فقد أزف الأمــر
يقول الله سبحانه وتعالى (( وانه لعلم للساعة فلا تمترنّ بها … ))
هذا الأثر العجيب لإبن عمررضي الله عنهما والذي تحقق خلال السنين المعدوده السابقة وهي شبكة الأنفاق العملاقة في جبال مكة
وهو عن يعلى بن عطاء عن أبيه ، قال : (( كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو ، فقال : إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ، ورأيت البناء يعلوا رؤوس الجبال ، فاعلم أن الأمر قد أظلك )) .
وقد بحثت عن كلمة كظائم في لسان العرب ووجدت الأثر موجود تحت كلمة كظم
وقد ظهر مصداق هذا الأثر في زماننا ، فعمرت مكة ، واتسعت أتساعا عظيما ، وامتلأت بالسكان وعلت بيوتها على أخشبيها ، وقوله ( بعجت كظائم ) ، أي حفرت قنوات وهي الأنفاق الموجودة الآن ، بمكة !!.
قول إبن عمر فأعلم أن الأمر قد أظلك وفي رواية أخرى فقد أزف الأمــر ، فيه وصف وبيان لقرب الساعة وعلاماتها وأنها مثل السحابة التي قد أظلت الناس
وأثر أخر عنه أيضا ( اذا رأيت بيوتها ( يعني مكة ) قد علت أخشبيها ، ؛ فقد أزف الأمــر ) . قال صاحب كتاب الفتن والملاحم الشيخ حمود التويجري رحمه الله : ـ( ويشهد لهاذا الأثر روايته الأخرى: ( اذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ، ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال ؛ فاعلم أن الأمــر قد أظلّك ) ... ، وقوله ( بعجت كظائم ) ؛ أي : حفرت قنوات . ذكره ابن الأثير وابن منظور وغيرهما من أهل اللغة )ـ . ومما يستدرك عليه ما في حديث عائشة رضي الله عنها في صفة عمر رضي الله عنه بعج الأرض ونجلها أي شقها وأذلها كنَّت به عن فتوحه . وفي حديث آخر إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم وسارى بناؤها رؤس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك بعجت أي شقت وفتحت كظائمها بعضها في بعض واستخرج منها عيونها وفي حديث عمرو وقد وصف عمر رضي الله عنه فقال إن ابن حنتمة بعجت له الدنيا معاها . هذا مثل ضربه أراد أنها كشفت له عما كان فيها من الكنوز والأموال والفئ وحنتمة أم عمر رضي الله عنه .