الفقر مشكلة وحلول
من مشكلة العالم الاسلامي والتي ليست وليدة اليوم ولكنها ولدت مع البشرية
مشكلة الفقير الذي لا يجد كفايته او الفقير المتعفف الذي لا يسأل الناس إلحافا
الفقير الذي لا يجد ماى يسد رمقه ويخفف لوعة جوعه ويطفئ غلته
قد تتزع عقيدته بل ويتنازل عنها حين لا يجد إلا اولئك الذين يقدمون له كسرة الخبز بيد
والصليب والانجيل باليد الاخرى
الفقير المحروم قد يدفعه بؤسه وحرمانه الى سلوك ما لا ترضاه الفضيلة و الخلق الكريم
ان الفقير حين لا يجد ما يكفيه من غذاء و كساء و قد اشتعلت في جوفه نار الجوع
ولا يرى من يعطيه ما يستعين به على بلغة العيش واسباب الحياة
يسوقه حادي السغب الى مغادرة البيت فتتلقفة ايدي السوء والجريمة وتحيط به هالة الشر والانحراف
فينشأ في المجتمع مجرماً و يكون خطراً على الانفس والاموال والاعراض
ما أكثر المعدمين في العالم الاسلامي في ثياب المتعففين
( يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف )
من هذا الصنف الارملة التي تضم ايتاماً لا عائل لهم وهي في دمع يجيب ووله يذيب
الشيخ الكبير الذي وهن منه العظم وليس لديه مال يستعين به في هرمه
او ولد بار يسعفه في شيخوخته
العاجز الذي اقعدته عن الكسب زمانته
صاحب المورد القليل الذي مسه شظف وعمه قشف
كل اولئك علينا ان نخفف عنهم الم الفقر ونواسي جراحهم ونشعرهم بالكرامة ونرتفع بهم عن ذل السؤال
كيف يستريح ضمير المسلم إذا طعم ولبس وتمتع وقريبه او جاره عاجز عن القوت
لا يجد ما يقيم اوده و اود ابنائه
بل تتواثب احشاؤه شوقاً الى فتات المائدة الحافلة بصنوف الطعام ويسيل لعابه تلهفاً على فضلاتها
قال صلى الله عليه وسلم ( الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله او القائم الليل
الصائم النهار ) رواه البخاري
فهم ابن عباس رضي الله عنهما هذا الحديث الفهم الصحيح للإسلام فقال ( لأن اعول اهل بيت من المسلمين
شهراً او جمعة او ما شاء الله احب الي من حجة بعد حجة )
وقال صلى الله عليه وسلم ( انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا واشار بالسبابة والوسطى
وفرج بينهما شيئا ) رواه البخاري
قال ابن بطال رحمة الله تعالى ( حق على من سمع هذا الحديث ان يعمل به )
وقال ابن حجر رحمه الله ( ويكفي في اثبات قرب المنزلة من المنزلة ان ليس بين الوسطى والسبابة
اصبع اخرى )
وما يزال في الامة قلب ينبض بالعطف والرعاية والاحسان
قال تعالى ( آمنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم واتقوا لهم اجر كبير)