<div align="center">مايكل جاكسون:</div>
ملك البوب، المغني الأمريكي الراقص، الذي يعد أشهر مغنٍّ في العالم، والذي يملك الملايين، ويحوز النصيب الأوفى من الحضور الجماهيري.
ذلك الرجل الذي تملأ شهرته الآفاق، وتنتشر أغانيه المسموعة والمرئية في أنحاء العالم.
ذلك الرجل الذي يقلده - ومع بالغ الأسف - فئام من شباب المسلمين، يقلدونه في حركاته، ورقصاته، وقصات شعره، ونوع ملابسه.
فما حال ذلك الإنسان ؟
الذي يبدو للعيان أول وهلة أن ذلك الإنسان يعيش في أعلى درجات السعادة؛ لأن أسبابها - في نظر كثيرين - متوافرة فيه، مجتمعة له.
ولكن الحقيقة تقول غير ذلك، حيث جاء في جريدة الرياض عدد، 11321 وتاريخ 9/3/1420هـ تقرير يحمل العنوان التالي:
" يصرخ كطفل، وفكر في الانتحار
مايكل جاكسون يعاني من حالة اكتئاب شديدة "
وتحت هذا العنوان جاء مايلي:
" يعاني مايكل جاكسون من حالة اكتئاب شديدة، لدرجة أن والدته تقول لأصدقائه: إنه بدأ ينهار، وقد أقنعته في النهاية بأن يبدأ سراً علاجاً نفسانياً بالمنزل.
وكشف مصدر مقرب أن مايكل منزعج بشدة من مجموعة أشياء تركته في حالة انهيار؛ فهو لا يستطيع أن يتخلص من صورة أنه يسيء معاملة الأطفال، كما أن حياته العملية تبدو مجمدة، وهو في حالة شجار مع إخوته بعدما حنث بوعده في الانضمام مجدداً من أجل جولة لفرقة " جاكسون فايف " .
وهو يعاني من المشاكل الشخصية الأخرى التي يحاول معالجتها، ووالدته كاثرين في حالة انزعاج شديد عليه؛ فهي تطلبه هاتفياً يومياً؛ للتأكد من أنه على ما يرام، وأنه لا يحاول القيام بشيء أحمق؛ حيث إنها تخشى من لجوئه للانتحار.
وكان المغني البالغ من العمر أربعين عاماً اعترف في مقابلة أنه قد فكر في الانتحار.
وكانت والدته قد اندفعت إلى منزله عدة مرات مؤخراً، وجلست بجواره طوال الليل؛ خوفاً من أن يقتل نفسه " .
وتضيف الصحيفة قائلة: " والآن أقنعته والدته بمراجعة طبيب نفساني؛ لأنها تعتقد أن ذلك ينقذ حياته.
وذكرت والدته لأحد أصدقائه أن مايكل يصرخ كالطفل، وهو في حاجة إلى مساعدة مهنية متخصصة، وقد وعدني أخيراً بأنه سيراجع طبيباً نفسانياً، ولكنه يريد أن يتم ذلك بصورة سرية جداً؛ حتى لا يعتقد الناس أنه مصاب بالجنون " .
ترى هل سيخرجه الطبيب النفساني من حالته الكئيبة ؟ لا أظن ذلك؛ لأن الطبيب نفسه يريد من يخرجه من حالته إلا إذا كان مسلماً مؤمناً بالله - عز وجل - .
والمقصود من ذكر هذه النماذج إنما هو أخذ العبرة والعظة ليس إلا.
وإلا فهم سيفضون إلى ما قدموا، وسيقفون أمام حكم عدل.
ثم إن نزول البلايا والمصائب لا يختص به أحد دون أحد؛ فقد تنزل بالبر والفاجر، والمسلم والكافر.
ولكنْ فرقٌ بين نزولها على البر المؤمن، وبين نزولها على الفاجر أو الكافر؛ فالمؤمن البر يستقبلها برضا وسرور؛ فترتفع بها درجاته في الدنيا والآخرة.
وكلما زيد في بلاء المؤمن فصبر واحتسب ورضي - أعانه الله، ولطف به، وأنزل عليه من السكينة والرضا، واليقين، والقوة ما لا يخطر ببال.
أما الفاجر والكافر، فيستقبلها بهلع، وجزع، فتزداد مصائبه، وتكون من عاجل العقوبة له.
فأين أحوال أولئك العصاة مِنْ أحوال مَن اعتصموا بالله، وهُدوا إلى صراطه المستقيم ؟
فهذا عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - يقول: " أصبحت ومالي سرور إلا في مواضع القضاء والقدر " .
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول لما أودع غياهب السجن: " ما يصنع بي أعدائي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي لا تفارقني؛ أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة " .
ويقول: " إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة " .
ويقول - رحمه الله -: " الإنسان في الدنيا يجد في قلبه بذكر الله، وذكر محامده، وآلائه وعبادته - من اللذة - ما لا يجده بشيء آخر " .
وكما قال أحد العباد عن حاله: " إنه ليمر بالقلب أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب " .
وقال آخر: " إنه ليمر بالقلب أوقات يهتز فيها طرباً بأنسه بالله، وحبه له " .
وقال آخر: " مساكين أهل الغفلة؛ خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها " .
وقال آخر: " لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف " .
وقال إبراهيم بن أدهم - رحمه الله -: " نحن والله الملوك الأغنياء، نحن الذين قد تعجلنا الراحة في الدنيا، لا نبالي على أي حال أصبحنا وأمسينا إذا أطعنا الله - عز وجل - " .
وقال مالك بن دينار - رحمه الله -: " ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله " .
وقال ابن القيم متحدثاً عن شيخه ابن تيمية - رحمهما الله -: " وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القلعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة، أو قال: ما جزيتهم على ما تسببوا إلي فيه من الخير ونحو هذا. وكان يقول في سجوده وهو محبوس: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، ما شاء الله.
وقال لي مرة: المحبوس من حُبس قلبه عن ربه - تعالى - والمأسور من أسره هواه.
ولما دخل القلعة، وصار داخل سورها نظر إليه، وقال: ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) [الحديد: 31].
ويواصل ابن القيم حديثه عن ابن تيمية فيقول: " وعلم الله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش، وخلاف الرفاهية والنعيم، بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس، والتهديد، والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً، وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلباً، وأسرِّهم نفساً، تلوح نضرة النعيم على وجهه.
وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض - أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحاً، وقوة، ويقيناً، وطمأنينة؛ فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها، ونسيمها، وطيبها - ما استفرغ قواهم لطلبها، والمسابقة إليها " .
منقول:
موقع دعوة الإسلام
<img src='http://www.toislam.net/files/alda3m/350--70.jpg' border='0' alt='user posted image' />