لا يستهين بالاستهزاء بالدين إلا قليل الدين إن كان فيه دين .

{ 64 - 66 } { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ }

كانت هذه السورة الكريمة تسمى { الفاضحة } لأنها بينت أسرار المنافقين، وهتكت أستارهم، فما زال اللّه يقول: ومنهم ومنهم، ويذكر أوصافهم، إلا أنه لم يعين أشخاصهم لفائدتين: إحداهما: أن اللّه سِتِّيرٌ يحب الستر على عباده.

والثانية: أن الذم على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين، الذين توجه إليهم الخطاب وغيرهم إلي يوم القيامة، فكان ذكر الوصف أعم وأنسب، حتى خافوا غاية الخوف.

قال اللّه تعالى: { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا }

وقال هنا { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ } أي: تخبرهم وتفضحهم، وتبين أسرارهم، حتى تكون علانية لعباده، ويكونوا عبرة للمعتبرين.

{ قُلِ اسْتَهْزِئُوا } أي: استمروا على ما أنتم عليه من الاستهزاء والسخرية. { إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ } وقد وفَّى تعالى بوعده، فأنزل هذه السورة التي بينتهم وفضحتهم، وهتكت أستارهم.

{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ } عما قالوه من الطعن في المسلمين وفي دينهم، يقول طائفة منهم في غزوة تبوك { ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء -يعنون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه- أرغب بطونا، [وأكذب ألسنا] وأجبن عند اللقاء } ونحو ذلك.

ولما بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد علم بكلامهم، جاءوا يعتذرون إليه ويقولون: { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } أي: نتكلم بكلام لا قصد لنا به، ولا قصدنا الطعن والعيب.

قال اللّه تعالى -مبينا عدم عذرهم وكذبهم في ذلك-: { قُلْ } لهم { أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } فإن الاستهزاء باللّه وآياته ورسوله كفر مخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم اللّه، وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل، ومناقض له أشد المناقضة.

ولهذا لما جاءوا إلى الرسول يعتذرون بهذه المقالة، والرسول لا يزيدهم على قوله { أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }

وقوله { إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ } لتوبتهم واستغفارهم وندمهم، { نُعَذِّبْ طَائِفَةً } منكم { بِأَنَّهُمْ } بسبب أنهم { كَانُوا مُجْرِمِينَ } مقيمين على كفرهم ونفاقهم.

وفي هذه الآيات دليل على أن من أسر سريرة، خصوصا السريرة التي يمكر فيها بدينه، ويستهزئ به وبآياته ورسوله، فإن اللّه تعالى يظهرها ويفضح صاحبها، ويعاقبه أشد العقوبة.

وأن من استهزأ بشيء من كتاب اللّه أو سنة رسوله الثابتة عنه، أو سخر بذلك، أو تنقصه، أو استهزأ بالرسول أو تنقصه، فإنه كافر باللّه العظيم، وأن التوبة مقبولة من كل ذنب، وإن كان عظيما.

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

حارث همام

حياك الله أخى الكريم

جزاك الله خيرا على هذا التذكير القيم

كتب الله أجرك ورفع قدرك

حارث همام

سلام الله عليك ورحمته وبركاته

التساهل في أمور الدين و الإستهزاء بآياته و أحكامه ظهر على بعض المسلمين غفر الله لهم ..

ضعف الإيمان أحد أسبابه وآمن العقوبة منها كذلك ..

شكراً جزيلاً لك على طرح هذا الموضوع المهم

اخوك

صقر الأحبة

حارث همام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك أخي الحبيب
ونفع الله بك

الله المستعان

اخى الحبيب (حارث همام)

الاستهزاء بالدين كفر بواح "والعياذ بالله" وليس فسه دين ايضاً لأنه خرج من الملة بدليل قوله تعالى "قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" والسخرية من الدين أشد من أن يتكلم الإنسان فيه بالجد كأن يسبه أو يذمه،
نسال الله السلامة والعافية

الأنصاري
صقر
أبو الزبير
منير
الله يجزيكم الخير .
وشكرا للي ثبت الموضوع ، لأنه والله صار هين عند بعض الناس يظنون الموضوع يصلح فيه المزح . الله يحفظنا من الشرك والشك والنفاق .
خذ هاذي مثل والله شي يخوف :
http://63.175.194.25/index.php?ln=ar...QR=42505&dgn=4
http://63.175.194.25/index.php?ln=ar...QR=13245&dgn=4
http://63.175.194.25/index.php?ln=ar...QR=10397&dgn=4
http://63.175.194.25/index.php?ln=ar...QR=10065&dgn=4

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .بوركت أخي الحارث علي هذه المشاركه القيمه. وثبتك علي دينه.

أخي مشاركتك أتت في وقتها لأن المنافقين وأعداء الدين من أبناء جلدنا كثر هذه الأيام بل كثر المستمعين لهم و

المؤيدين لهم .وأساليبهم في طعن الدين والاستهزاء بتعاليمه والقائمين بأموره من أهل العلم وأهل الخير واضح وقوي .

وأصبح الواحد منهم يخرج في وسائل الأعلام مدعيا أنه الفارس الهمام الذي يخاف علي دينه ويغار عليه .

ويصف أهل العلم بالمتشددين الذين كرهوا الناس به .نظرا لإبتداعهم أمور ليست بالدين ويبكون ويتابكون

أنهم مسلمين لا يملك أحدا التشكيك بدرجة إيمانهم .ويرددون لا نحتاج إلي أحد يعلمنا بديننا لانريد هؤلاء الجهله

المتشددين الذين يتمسكون بآراء باليه عن تقصير الدشداشه أو إطلاق اللحيه لأن يقولون لنا كيف نعبد ربنا فهم أي

المتشددين قد حرموا كل شئ ونخاف أن يحرموا حتي إستنشاق الهواء .وهنا أستغرب من جرأتهم في الطرح

ولكن الذين لا يستحي من الله لا يستحي من خلقه .لذلك يجب أن نجند كل ما نملك من قوة لتطوير أساليب الدعوة

لنواجه بقوة التغيرات السريعه والتطورات الهائله في العالم من حولنا .


اودمتم لنقاء