الليبرالية تتقبل العزاء في سقوط جمال خاشقجي
الاثنين 08, فبراير 2010
من سمع كلام جمال خاشقجي في حلقة البيان التالي يدرك أن الرجل من حيث لا يشعر كان ينثر بذور الفتنة ويغرس أشواك الانقسام ويدق إسفين الفرقة في وحدة مجتمعٍ آمن متماسك متعاضد ، فهل هذا هو الوجه الحقيقي لليبرالية ؟.
لم يكن يتوقع أحد أن ينكشف جمال خاشقجي بهذه الطريقة السافرة ليسقط سقوطاً كبيراً في ميدان المواجهة المباشرة مع د عوض القرني الذي بدا متماسكاً آوياً إلى ركن شديد من النص النبوي جاعلاً الحق منطلقاً والإنصاف منهجاً والهدى نبراساً فأفقد الخاشقجي المبادرة وأسقط الحجاب الفكري الذي يختبئ خلفه ليفصح عن حقيقة في ما نفسه .
جاء هذا السقوط رغم المحاباة الواضحة من مقدم البرنامج د عبدالعزيز قاسم لجمال، حيث منع الأستاذة حصة العون من المداخلة رغم أنه أعلن عن مداخلتها بداية الحلقة ، ولم يكتف د . قاسم بذلك بل رضخ لشرط خاشقجي بعدم السماح للشيخ سعد البريك بالمداخلة في البرنامج ، ولا ندري ما سر هذه المحاباة هل جاءت إرضاءاً لخاطر رئيس تحرير الوطن حيث يكتب د . القاسم ، أم هي خطة يتبعها د . قاسم لتمرير الفكر الليبرالي بإفساح المجال الأكبر لدعاة الليبرالية ومنظريها والتضييق ما أمكن على الرأي المخالف ؟.
وبعيداً عن الغموض الذي يغلف سياسة د قاسم في برنامجه – وليس هنا مجال نقاش هذا الأمر - فإن ما وقع فيه جمال خاشقجي كفيل بتنحيته عن رئاسة تحرير جريدة الوطن التي باتت صحيفة الحزب وليست صحيفة الوطن ، والتي يبدو أنه ما فهم من اسمها سوى العمل على تفتيت هذا الوطن بدلاً من جعلها منبراً لوحدته ، فمن أخلاقيات العمل الصحفي أن يكون الصحفي – فضلاً عن رئيس تحرير – ملتزماً الأسس والثوابت والتي من أبجدياتها العمل على تمتين وحدة الوطن وزرع اللحمة بين أبناء المجتمع وهو ما نص عليه نظام الحكم وتعمل على تحقيقه كل سياسات الدولة وأنظمتها التشريعية والتنفيذية والقضائية . فلماذا السكوت عن تغريد خاشقجي خارج السرب ومن سمح له بأن يجدف عكس التيار ، ومن المستفيد من دعوات التفرقة التي أطلقها في البرنامج المذكور ، وربما لا أكون مبالغاً لو جزمت بأنه لم تم استقراء سياسته في الوطن وسبر ما يكتب في مقالاته لوجدنا سقطات كثيرة وقع فيها قبل سقوطه الكبير في البيان التالي.
وجمال كأضرابه من الليبراليين يلجأ إلى خندق البهتان إن عجز عن مواجهة سلاح الحق ، فزعم أن الإسلاميين طالبانيون يريدون السلطة دون أن يعضد قوله برأي أو حجة أو دليل . وهنا أسأل الأستاذ جمال : بالله عليك وضح لنا من الذي يريد السلطة ؟، هل هي حلقات تحفيظ القرآن التي تلقن الناشئة كتاب الله وما فيه من توجيهات تحث على طاعة ولاة الأمر وتحرم الخروج عليهم وتمنع سفك الدماء وترويع المسلمين ، أم هي المراكز الصيفية التي تحتضن الشباب وتحصنهم ضد تيارات الإفساد وتحميهم من شرك الانحراف والوقوع في براثن المخدرات والمسكرات وقبل ذلك وأهم منه تحذرهم من التكفير والتفجير ، أم هي الهيئات التي تعمل على حراسة الأعراض والأخذ علي أيدي المفسدين والتي يبذل أعضاؤها جهوداً جبارة لا يعلمها إلا الله عز وجل وهم مع هذا لا يطلبون من أحد جزاءاً ولا شكوراً – فضلاً عن السعي إلى السلطة – ولا يرجون إلا المثوبة والأجر من الله عز وجل ، أم هم القضاة أم العلماء الذين نصبت لهم جريدة الوطن مشانق الغمز والطعن والسخرية والاستهزاء مع صبرهم على أذى الجريدة وما فتئوا يحثون المجتمع على طاعة ولاة الأمر ويحذرونه من الخروج مبينين حرمته وأنه من موارد الهلاك وأسباب دخول النار ؟.
ارجو أن يجيب الأستاذ جمال بكل وضوح : هل هؤلاء طلاب سلطة أم زوار السفارات وسفراء الغرب الغير المعتمدين ؟، وأي الأمرين أعظم : اعتراف قينان بزوار السفارات أم اتهام خاشقجي الإسلاميين بأنهم يريدون الحكم والسلطة ؟.
أعتقد أن حلقة الأمس ستفتح باب المطالبة بإغلاق جريدة الوطن ، وليس هذا ببعيد بعد استفتاء يقول فيه 94% من المشاهدين إن الليبراليين هم صناع الكوابيس ، فإن لم يكن لهذه الأغلبية موقف موحَّد فلا أقل من تنحية خاشقجي عن جريدة الوطن .
عبد الله التميمي
لجينيات