مما تميز به ديننا الايمان بالقضاء والقدر ....
ـ وتؤمن بالقدر خيره وشره ـ
...... بل يقول سبحانه :
( ما اصاب من مصيبة في الارض ولافي السماء الا في كتاب من قبل ان نبرأها . ان ذلك على يسير . لكيلا تاسوا على مافاتكم ولاتفرحوا بما اتاكم )
ويكفينا عزا وفخرا ان ديننا دين رب العالمين ورسولنا محمد رسول رب العالمين .
ولعل ذلك ما اثر به الايمان على اهله .
فاهل الايمان هم اهل السكينة والطمانينة , قال تعالى : ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه )
وقد يكون هذا ما ادهش الكثير من غير المسلمين , بل قد كتبوا في هذا الشان معبرين عن اثاره مقتنعين بنتائجه , بالرغم من عدم ايمانهم به , ومن هؤلاء الكاتب المعروف ــ بودلي ـ صاحب الكتب الشهيرة منها : رياح على الصحراء و الرسول .....
حيث عاش بودلي سبعة اعوام قضاها مع المسلمين البدو الرحل في افريقيا الشمالية الغربية , وقال عن تلك السنيين : كانت تلك الاعوام السبعة التي قضيتها مع هؤلاء البدو الرحل من امتع سني حياتي واحفلها بالسلام والاطمئنان والرضا بالحياة .
اما لماذا كانت كذلك , فلانه تعلم منهم شيئا لايمكن ان يتعلمه من غيرهم ,
يقول :
تعلمت من عرب الصحراء كييف اتغلب على القلق , فهم بوصفهم مسلمين ـ يؤمنون بالقضاء والقدر , وساعدهم هذا الايمان على العيش في امان واخذ الحياة مأخذا سهلا هينا , فهم لايتعجلون امرا .
ولايلقون بانفسهم بين براثن الهم قلقا على امر , انهم يؤمنون بان ــ ماقدر يكون ـ وان الفرد منهم لن يصيبه الا ماكتبه الله له .
وليس معنى هذا انهم يتواكلون او يقفون في وجه الكارثة مكتوفي الايدي . كلا ؟
ودعني اضرب لذلك مثلا لما اعنيه : هبت ذات يوم عاصفة عاتية شديدة الحرارة حتى احسست كان شعر راسي يتزعزع من منابته لفرط وطأة الحر , واحسست من فرط القيظ كانني مددفوع الى الجنون ولكن العرب لم يشكوا اطلاقا , فقد هزوا اكتافهم , وقالوا كلمتهم الماثورة ـ قضاء مكتوب ـ
لكنهم ما ان مرت العاصفة , حتى اندفعوا الى العمل بنشاط كبير فذبحوا صغا رالخراف قبل ان يؤدي القيظ بحياتها , ثم ساقوا الماشية الى الجنوب نحو الماء , فعلوا هذا كله في صمت وهدوء دون ان تبدو من احدهم شكوى ,
قال رئيس القبيلة الشيخ , لم نفقد الشيئ الكثير , فقد كنا خليقين بان نفقد كل شيئ , ولكن حمداُ لله وشكرا , فان لدينا نحو اربعين في المائة من ماشيتنا و في استطاعتنا ان نبدأ بها عملنا من جديد .
وبعد ان استعرض ـ بودلي ـ تجربته الثرية مع المسلمين من عرب الصحراء علق على ذلك بقوله : وخلاصة القول انني بعد انقضاء سبعة عشر عاما على مغادرتي الصحراء مازلت اتخذ موقف العرب حيال قضاء الله فأقابل الحوادث بالهدوء والامتثال
والسكينة , ولقد افلحت هذه الطباع التي اكتسبتها من العرب في تهدئة اعصابي اكثر مما تفلح آلاف المسكنات والعقاقير .
قراءة من مجلة .
فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين