الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
أيها الأحبة كنت في المسجد الحرام قبل أيام لأداء صلاة التهجد
وفي أحدى صفوف المسلمين كان هناك شابا (سعودي)قد فرش
سجادته ووضع عليها شماغه وعقاله وبينما نحن في الصلاة
أتى وافد من أحد الدول العربية ودخل في الصف مع أن المكان
لايسعه المهم (حشر نفسه )ووضع حذاءه فوق شماغ وعقال الشاب
فإذا بالشاب يحاول دفع الحذاء برجله (بحركة تبين انفعاله وغضبه )ـ
المهم للأسف الحذاء بقية لأنه كلما دفعها ارتطمت في عمود امسجد وعادت
ولما سجد الوافد أزاح الحذاء عن الشماغ وأكمل الجميع الصلاة وبعد
أن قضيت الصلاة كان يتوقع من شاهد المشهد أن يرى لوما من الشاب لذلك
الوافد ولكن الشاب أكمل صلاته والوافد كذلك وبعد أن أنهى الشريم الصلاة
أراد الوافد أن يذهب فسأله الشاب لماذا فأجابه لقد ضايقتك
فقال لم يتبقى سوى القليل فأكمل معنا الصلاة فواصل الوافد الصلاة
وبعد أن قضيت الصلاة وذهب الوافد قال لمن بجانبه والله يا أخوان إني
غضبت غضبا شديدا من تصرفه حينما وضع حذاءه على الشماغ
وكنت انتظر انتهاء الصلاة لكي أعاتبه على سوء تصرفه بما يطفئ
غضبي ولكن قبل أن يسلم الإمام وفجأة تذكرت رب هذا البيت
فاستحيت منه استحيت أن أعاتب ضيفه
في بيته ووالله مامنعني شئ سوى ذلك ولم يطفئ غضبي غير
غير الحياء من الله وقد ذهب ولم أخسر شيئا بل أطمع في مكافأة ربي
ولكن لوعاتبته لا فائدة سأجنيها وقد يدفعني الشيطان لارتكاب أمر
يضرني ويغضب ربي
===========انتهى=============
أيها الأحبة لورأيتم ذلك الشاب لن تتوقعوا أن يتصرف ذلك التصرف
ولكن إنها تلك القلوب الحية والعقول المفكرة التي تفكر قبل أن تعمل
لتعرف عواقب ماستعمل لقد ذهب كلا منهما بعدما جسد ذلك الشاب
مثالا لاحترام بيوت الله والرفق بعباده
وقد يكون ذلك الشاب قدفاز فوزا عظيما عند ربه بتصرفه الذي لم يكلفه شيئا
(فإذا أعجبنا نحن بتصرفه وأحببناه لذلك التصرف فكيف بجزاء أكرم الأكرمين)
إن الحلم والأناة خصلتان يحبهما الله وإن الصبر وكتم الغضب عن الهفوات
لهي طريق للمحبة والنجاة مما قد لا يحمد عقباه
فكم من تسرع أهلك صاحبه
قال صلى الله عليه وسلم :
( من كتم غيظا ، و هو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله على رؤوس الخلائق ، حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما يشاء )
الراوي: معاذ بن أنس الجهني - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6518
م ن ق و ل